تقول بعض الشواهد التاريخية، إنه يقع في منطقةٍ ازدهرت تاريخياً؛ نظير موقعها الجغرافي المميز. ليس ذلك فحسب، بل إن تلك المنطقة أيضاً، كان لها دورها في الإسهام بتشكيل النمو الحضاري لعدد من الدول.
والإشارات تُلمح إلى أن ذلك الازدهار كان خلال الفترة “النبطية”. وبعض الدراسات تعطي أدلة لأبعد من ذلك، من حيث إنها تعود للقرنين الأول والثاني قبل الميلاد؛ ما يُعطي أدلةً على الاستيطان القديم في تلك المنطقة.
وبعض قصص وروايات التاريخ، ونتيجة احتواء المنطقة على “رسوم صخرية”، مكونة من نقوش وكتابات قديمة وتاريخية، تشير إلى أن تاريخها يعود إلى قرابة 10 آلاف سنة قبل الميلاد.
ما فتح المجال للبحث في خزائن التاريخ المتوفرة؛ هو كون المنطقة المعنية تحتضن “جبل اللوز”، الواقع في منطقة تبوك (أقصى شمال السعودية)، الذي توشح بثوبٍ أبيض، بعد أن شهد تساقطاً للثلوج اليوم (الأربعاء)، وشكّل لوحةً فنية؛ لطالما كانت مقصداً لزوار المنطقة، وقاطنيها.
ويُمثل جبل اللوز امتداداً لسلسلة جبال السروات، ويبلغ ارتفاعه (2549 متراً فوق سطح البحر)، ويعتبر من أعلى السلاسل الجبلية في منطقة “حمسى”، التي تصل حتى وادي رم بالمملكة الأردنية الهاشمية.
وسُمي الجبل بهذا الاسم؛ لوجود شجر اللوز في باطنه قديماً، وأخذت هذه التسمية حتى يومنا هذا. ولطالما كان الجبل عرضةً للمنخفضات الجوية التي تأتي من بلاد الشام في الجهة الشرقية لمنطقة تبوك، والتي تكون في الغالب قادمة من مناطق قطبية في أساسها، وهذا ما يجعلها مصحوبةً بكتل هوائية باردة، إلى قارسة؛ تجعل المنطقة ومدن المملكة أكثر تدنياً لدرجات الحرارة خلال فصل الشتاء.