أفادت منظمة الصحة العالمية في مارس/آذار 2022 بأن أكثر من مليار شاب في العالم (بين 12 و35 عاما) معرضون لخطر فقدان السمع بسبب الضوضاء، فكيف نحافظ على جودة أسماعنا؟ وما العوامل التي تزيد احتمال فقدان السمع؟
تقول المنظمة إن فقدان السمع أو ضعفه له عواقب وخيمة على صحة المرء البدنية والنفسية، وفرص تعليمه وعمله، مضيفة أن أكثر من مليار ونصف مليار شخص في العالم يعانون من ضعف السمع، ومن المتوقع أن يتضاعف العدد بحلول عام 2050.
ويقول اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة الدكتور حاتم غرزوزي إن 60% ممن تفوق أعمارهم 70 عاما يعانون من هبوط في العصب السمعي.
وينقسم الهبوط السمعي إلى عصبي، وغير عصبي (توصيلي، أي متعلق بتوصيل الصوت داخل الأذن)، ونوع ثالث مختلط يجمع بينهما، ولا يمكن تشخيص الأنواع والنسب إلا بالفحص لدى الطبيب المختص، كما أن معظم حالات هبوط السمع لا يمكن علاجها.
أسباب هبوط السمع
الوراثة
يرتفع احتمال إصابة المرء بهبوط في السمع إذا عانى آباؤه وأجداده من هذا الأمر، وينبغي إجراء فحوص سمعية دورية منذ الطفولة، للمساعدة في تحسين السمع مبكرا وتركيب سمّاعة خاصة.
طبيعة العمل
الأشخاص الذين يعملون في أماكن فيها ضجيج عال مثل المصانع والمطارات وميادين الحرب والحفلات الموسيقية هم أكثر عرضة لهبوط السمع مع طنين في الأذن، خصوصا إذا طالت مدة تعرضهم لهذا الضجيج من دون الالتزام بإجراءات السلامة، بالإضافة إلى الغواصين الذين يمكن أن يتأثر السمع لديهم بفعل انخفاض الضغط.
الحوادث
التعرض لضربة قوية على الأذن جراء لكمة أو حادث ارتطام، أو التعرض لصوت انفجار كبير.
الأمراض
تؤثر بعض الأمراض تأثيرا مباشرا على حاسة السمع، مثل مرض السحايا لدى الأطفال تحديدا، وورم العصب السمعي، والتهاب الأذن الفيروسي، كما تصاب بعض الحوامل بتكلس في عظيمات الأذن يؤثر أيضا على السمع.
كيف نحمي السمع؟
مراعاة مستوى الصوت
توصي منظمة الصحة العالمية بتجنب التعرض لصوت يزيد مستواه على 100 ديسبل للبالغين (الديسبل وحدة قياس الصوت)، و75 ديسبلا للأطفال، وإذا اضطر الشخص إلى التعرض لمستوى أعلى يجب ألا يزيد وقت التعرض على 40 ساعة في الأسبوع، علما بأن هناك تطبيقات خاصة على الهواتف الذكية تفحص درجة الصوت وتضبط مستواه تلقائيا في الأجهزة.
ارتداء واقي الأذن
لمن تفرض عليه طبيعة عمله سماع ضوضاء خطرة، يجب عليه ارتداء واقي الأذن المخصص (hearing protector) الذي يعزل الأصوات العالية أو يقلل تأثيرها. وفي حالة العلاج يجب ارتداء سماعات طبية وفحصها دوريا لدى الطبيب المختص (كل 3 أشهر)، والالتزام بارتدائها بعيدا عن الحرج المجتمعي الذي يعدّها عيبا يجب إخفاؤه.
التدخل الطبي
يجب أن يخضع جميع البالغين بين 50 و64 عاما لفحص سمع كل 4 سنوات، ومن هم فوق 65 يخضعون لفحص كل عامين تقريبا، وإذا شعر المرء بخلل في السمع أو فقد السمع في إحدى أذنيه يجب عليه أن يتوجه إلى المستشفى عاجلا لتشخيص الأسباب وتدارك السمع قبل فوات الأوان، إضافة إلى ضرورة علاج الأمراض المؤثرة على السمع، وعدم تعاطي الأدوية من دون إشراف طبي.
علاج شمع الأذن والطنين
يتكون الشمع الطبيعي داخل الأذن لدى الأفراد بنسب مختلفة لترطيب الأذن وإبعاد الحشرات، لكنه إن زاد عن الحد أو عبث الشخص به فإنه يؤثر على السمع مكونا ما يعرف بانسداد الأذن الشمعي، ويحتاج بعد ذلك لإزالته طبيا عبر تقنيات أفضلها الشفط تحت المجهر.
يؤثر الطنين أيضا على السمع، وهو تكون صوت مزعج داخل الأذن بفعل عوامل مختلفة منها التعرض لمستوى صوت عال، ويكون الطنين مثل صوت نقر أو موج بحر أو محرك طوال الوقت أو غيرها من الأصوات، ويؤثر على التركيز ونقاء السمع ويتطلب تدخلا طبيا.
التنظيف بحذر
يجب عدم العبث بالأذن بالأصابع أو أي أدوات أخرى، ويفضل تجنب الأعواد القطنية أيضا، واقتصار التنظيف على القماش المبلول، وتمريره على الأذن الخارجية دون التعمق إلى الوسطى.
متابعة تطور سمع الطفل
للأهل دور كبير في حماية سمع أطفالهم من خلال الامتناع تماما عن الضرب وتحديدا على الوجه والأذن، ومتابعة الفحوص الدورية منذ الولادة، ومتابعة نطق الطفل، فإن تأخر بعد العامين أو قبلهما بقليل يجب إجراء فحص سمعي ومتابعة تطوره اللغوي والسمعي، إضافة إلى المتابعة الطبية إثر تجمع السوائل خلف الطبلية، أو تراكم القيح في الأذن الوسطى، فهما عاملان يمكن أن يؤثرا على سمع الطفل.
دخول الماء إلى الأذن
يؤثر النظام الغذائي الصحي والرياضة الدورية إيجابا على صحة الجسم بشكل عام وتحسين دورته الدموية، لكن الطبيب غرزوزي يقول إن هبوط السمع لا علاقة له بأي منهما.
كما أن دخول الماء إلى الأذن أثناء الاستحمام أو السباحة لا يؤثر على السمع إلا إذا كان هناك تمزق في طبلة الأذن.
ويختم غرزوزي نصائحه مستذكرا أحد مراجعيه وهو رجل يبلغ من العمر 94 كانت نتيجة فحص سمعه كاملة بلا شوائب في السمع، وأرجع نتيجته الباهرة تلك إلى طبيعة عمله في رعي الأغنام وعيشه بعيدا عن صخب المدينة.
زر الذهاب إلى الأعلى