كسر وزير الإعلام سلمان الدوسري وعداً قطعه مع نفسه، بأن ظهوره قبل تولي حقيبة الإعلام لمدة 20 عاماً، كان كفيلاً بألا يتحدث لمدة 6 أشهر على الأقل، في لفتة ربما يهدف من خلالها الدوسري للعمل بصمت على رسم السياسات الخاصة بالوزارة، وهي التي نادراً ما تبوأ منصب رأسها الأول، شخصٌ جاء من رحم الإعلام.
وقال الدوسري، خلال سحورٍ لـ”الإعلام”، “منذ قدومي لوزارة الإعلام طلبت من زملائي ألا أتكلم أبداً. أعتقد أن 20 عاماً وأنا أظهر في التلفاز والصحف وكل مكان كفيلة بألا أتحدث. المفترض 6 أشهر لا أتكلم أبداً”.
وبعيداً عن كل ذلك، لم يغفل سلمان الدوسري الصحافي في الأصل، والذي حمل هذه الحقيبة الوزارية “الساخنة”، بعد تجربةٍ صحافيةٍ حافلة، تدرج بها في سُلّم الصحافة السعودية بعدد من الصحف، إلى أن بلغ منصب رئيس تحرير صحيفة الاقتصادية، وصحيفة الشرق الأوسط، عن الإشارة بشكل صريح للقيام بدورٍ وطني، يجب أن تضطلع به جميع وسائل الإعلام؛ أياً كان تخصصها.
وطالب بتشكيل “إعلام وطني”، بعيداً عن تصنيفات القديم والجديد، وحمل لواء تسخير جميع المنصات لخدمة الوطن، قاطعاً تأكيدات بقدرة الجميع على القيام بذلك.
وقال الدوسري في هذا الصدد: “يجب أن نشكل إعلاماً وطنياً. لا يوجد لدينا إعلام قديم وجديد. كل منصاتنا نسخرها لخدمة هذا الإعلام الوطني. أعتقد أننا قادرون، ونتوقع من الجميع التكامل فيما بينهم”.
وأكد أن منجزات رؤية 2030 تملك الكثير مما يمكن أن ينعكس في الإعلام، معتبراً ذلك “فرصةً كبرى”، يمكن من خلالها تجاوز كل التحديات التي تواجه العمل الإعلامي في المملكة.
وأزجى الدوسري في “السحور الإعلامي” شكراً للدكتور ماجد القصبي، سلفه الذي تولى وزارة الإعلام بـ”التكليف” لسنوات، مؤكداً أنه سيقوم بمواصلة العمل الذي بدأه.
وعقب التجمع الإعلامي الرمضاني، خرج سلمان الدوسري مغرداً في صفحته على منصة “تويتر” للقول: “سعدنا بوزارة الإعلام بتشريف أصحاب المعالي الوزراء والمسؤولين وزملائي الإعلاميين سحور الإعلام، الذي أقامته الوزارة. اتفقنا أن يكون هذا السحور سنويًا، نتبادل فيه الرؤى والأفكار، من أجل تعزيز التواصل والتكامل والتعاون، ولتحقيق أهدافنا الاتصالية والإعلامية”.