تتمثل الأهداف الرئيسية للمناطق الاقتصادية الأربع التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في تعزيز القدرة التنافسية للمملكة، وتطوير القدرات الوطنية، وتشجيع النهضة الصناعية، والمساهمة في نمو الاقتصاد السعودي كمركز رائد للأعمال، ودعم تأسيس الشركات الناشئة المحلية وتسريع نموها.
وستسهم المناطق في تحقيق أهداف الإستراتيجية الوطنية للصناعة من خلال تمكين الصناعات الوطنية وزيادة صادرات المملكة غير النفطية وتنويعها.
المدينة الاقتصادية شمال جدة
تقع المنطقة الاقتصادية الخاصة بمدينة الملك عبد الله الاقتصادية شمال مدينة جدة على البحر الأحمر وأحد الممرات التجارية الرئيسية في العالم، حيث تهدف لإعادة رسم خارطة طرق التجارة الإقليمية، فيما تتميز بأنها تُبنى على القدرات التنافسية التي يوفرها أحدث ميناء تجاري متكامل الخدمات في المملكة، وستعمل كذلك على تعزيز مكانة المملكة كوجهة رئيسية لقطاعات التصنيع المتقدمة.
وتمتد طموحات مدينة الملك عبد الله الاقتصادية لتشمل مجال التقنية الطبية، حيث توفر فرصة مهمة لتصنيع المنتجات محلياً بدلاً عن استيرادها، ومن ثم الوصول إلى أسواق إقليمية متنامية.
المدينة الاقتصادية بجازان
وتقع المنطقة الاقتصادية الخاصة بجازان بجوار مناجم التعدين والموارد المعدنية، وعلى مقربة من ثالث أكبر ميناء بحري في السعودية لتشكّل موقعا جاذباً للصناعات التعدينية والثقيلة، خاصة أن موقع جازان الجغرافي الذي يشرف على طرق التجارة بين الشرق والغرب والشمال والجنوب يتيح فرصة للشركات التي تتطلع للتوسع في القارة الأفريقية.
كما تتميز منطقة الجنوب الغربي في جازان بأراضيها الخصبة والمناسبة لإنتاج الغذاء والتي توفر إمكانيات كبيرة لتصنيع المنتجات الغذائية ومعالجتها وتوزيعها لتلبية الطلب الإقليمي المتزايد ومواجهة تحديات الأمن الغذائي في جميع أنحاء المنطقة.
المدينة الاقتصادية برأس الخير
أما المنطقة الاقتصادية الخاصة برأس الخير فتقع بالقرب من المنطقة الشرقية التي تمثل المركز الصناعي للمملكة على مقربة من طرق إنتاج النفط والغاز في الخليج العربي. وتقدم للشركات الدولية والإقليمية بنية تحتية عالمية المستوى وسوقًا مهمًا للصناعات البحرية بما يتيح لهذه الشركات تأسيس وبدء مزاولة أعمالها بشكل فوري.
ويوفر أحدث ميناء صناعي في المملكة منفذاً فريداً للأسواق الإقليمية والعالمية الرئيسية، فيما توفر روابط السكك الحديدية المباشرة لمناجم المملكة قدرة عالية على الوصول إلى المواد الخام بسهولة.
وتمنح المنطقة الفرصة للمستثمرين ليكونوا جزءاً من مجموعة ديناميكية وعالمية، وقيادة الابتكارات في مجالات التزود بالوقود وبناء السفن، خاصة وأن تواجد كبرى الشركات العالمية يسمح للموردين من المستويين 2 و3 بالانضمام إلى المجموعة البحرية الرائدة في المنطقة.
الحوسبة السحابية والمعلوماتية
تمثل المنطقة الاقتصادية الخاصة للحوسبة السحابية والمعلوماتية الواقعة في الرياض تجسيداً مباشرا لسياسة “الحوسبة السحابية أولاً” في المملكة وتؤكد الالتزام بالمضي في طريق الابتكار الرقمي وتعزيز قطاع التكنولوجيا سريع النمو.
وترتكز وتتبنى المنطقة نموذجَ أعمالٍ قائماً على الابتكار يسمح للمستثمرين بإنشاء مراكز بيانات مادية وبنية تحتية للحوسبة السحابية في مواقع متعددة داخل المملكة، الأمر الذي يرسخ مكانة المنطقة السحابية كمنصة إقليمية رائدة بارزة للشركات العاملة في إنترنت الأشياء، وتقنية بلوكتشين، والبيانات الضخمة، والذكاء الاصطناعي، وابتكارات ويب3.
من جهته، أكد وزير الاستثمار رئيس مجلس إدارة هيئة المدن والمناطق الاقتصادية الخاصة المهندس خالد الفالح، أن إطلاق المناطق الاقتصادية الخاصة يشكل خطوة ريادية لرفد السوق السعودية بمزيد من الفرص الاستثمارية النوعية التي من شأنها أن تتكامل مع الاقتصاد الأساس في دعم تنمية الاقتصاد الوطني.
وأضاف الفالح، أن استقطاب الاستثمارات النوعية إلى المناطق الاقتصادية الخاصة سيسهم بدوره في توليد فرص ضخمة للشركات المحلية وروّاد الأعمال والمجتمع السعودي عبر العديد من القطاعات.
كما نوه الأمين العام للهيئة نبيل خوجة عن شكره للقيادة الرشيدة، بدور المناطق الاقتصادية في ترسيخ مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي من خلال جذب استثمارات ضخمة تسهم في تنويع الاقتصاد الوطني.
وأشار إلى أن المناطق الاقتصادية الخاصة هي نتاج الجهود المشتركة بين كافة الجهات المعنية من القطاعين العام والخاص، وذلك لتحقيق الأهداف المرجوة منها، كأحد مستهدفات رؤية السعودية 2030.
زر الذهاب إلى الأعلى