جددت المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى مصر والأردن والعراق، التأكيد على أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية، وشددت على أهمية وجود دور قيادي عربي في الجهود الرامية لإنهاء الأزمة، ووضع الآليات اللازمة لهذا الدور، وتكثيف التشاور بين الدول العربية، بما يكفل نجاح هذه الجهود.
ووضع وزراء خارجية المملكة ودول الخليج ومصر والأردن والعراق، الذين اجتمعوا بـ”دعوةٍ سعودية” في جدة (البارحة) الملف السوري على الطاولة، للتشاور وتبادل وجهات النظر حول الجهود المبذولة؛ من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، ينهي كل تداعياتها ويحافظ على وحدة سوريا، وأمنها واستقرارها، وهويتها العربية، ويعيدها إلى محيطها العربي، بما يحقق الخير لشعبها الشقيق.
وشدد وزراء خارجية الدول التسع على ضرورة حل الأزمة الإنسانية في سوريا، وتوفير البيئة المناسبة لوصول المساعدات لجميع المناطق، وتهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى مناطقهم، وإنهاء معاناتهم، وتمكينهم من العودة بأمان إلى وطنهم، واتخاذ المزيد من الإجراءات التي من شأنها المساهمة في استقرار الأوضاع في كامل الأراضي السورية.
وأكد الوزراء أهمية مواجهة الإرهاب بكل أشكاله وتنظيماته، ومكافحة تهريب المخدرات والاتجار بها، وأهمية قيام مؤسسات الدولة بالحفاظ على سيادة سوريا على أراضيها؛ لإنهاء تواجد الميليشيات المسلحة فيها، والتدخلات الخارجية في الشأن الداخلي السوري.
وفي شأن القضية الفلسطينية، بحسب بيانٍ أصدرته وزارة الخارجية السعودية، فقد أكد الوزراء مركزية القضية الفلسطينية، وأولويتها، وأدانوا الممارسات الإسرائيلية اللاشرعية التي تقوض حل الدولتين، وفرص تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967م، ووفقاً لقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.
واستنكر وزراء الخارجية الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك “الحرم القدسي الشريف”، وانتهاك حرمة الأماكن المقدسة، وأكدوا ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم فيها، وأن المسجد الأقصى المبارك “الحرم القدسي الشريف” هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى “الأردنية”، هي الجهة المخولة صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة شؤون المسجد؛ وتنظيم الدخول إليه، في إطار الوصاية الهاشمية التاريخية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس.
وجاء في البيان أنه “في إطار ما توليه المملكة العربية السعودية من حرص واهتمام بكل ما من شأنه خدمة قضايا أمتنا العربية، وتعزيز مصالح دولها وشعوبها، وبدعوة من الأمير فيصل بن فرحان وزير خارجية المملكة، وفي إطار التشاور والسعي لتنسيق المواقف وتوحيد الجهود تجاه عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، عقدت في مدينة جدة بتاريخ 23 رمضان 1444هـ، جلسة مشاورات غير رسمية على مائدة سحور، استضافها وزير الخارجية، وشارك فيها وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر العربية، وجمهورية العراق”.
وقد أسدى الوزراء شكرهم للمملكة على مبادرتها في الدعوة لهذا الاجتماع التشاوري؛ من أجل بحث الجهود المبذولة لحل الأزمة السورية، وتطلعهم لاستمرار التشاور فيما بينهم لمتابعة هذه الجهود.
زر الذهاب إلى الأعلى