موقف صعب وضع فيه الهلال نفسه بعد التعادل الإيجابي على أرضه مع نظيره أوراوا الياباني، بهدف لكل منهما في المباراة التى جمعتهما على استاد الملك فهد الدولي في الرياض، في إطار ذهاب نهائي دوري أبطال آسيا 2022، ليتأجل حسم البطل في مواجهة الإياب يوم 5 مايو على استاد سايتاما 2002 في اليابان.
والسؤال الذى يشغل بال كل جماهير الهلال في الوقت الراهن، كيف يمكن اقتناص اللقب الغالي من قلب استاد سايتاما في ظل امتلاك فريق أوراوا الأفضيلة بالتسجيل على أرض الهلال؟
الجزئيات الصغيرة
بخلاف التطرق لأي أمور فنية، يبقى أمر أساسي أكد عليه كل الخبراء ونجوم الكرة بعد انتهاء لقاء الذهاب بين الهلال وأوراوا بأن مثل هذه المباريات تلعب على جزئيات صغيرة، فالأخطاء مهما كانت بسيطة ستكلفك الكثير، والدليل ما حدث في هدف التعادل للفريق الياباني رغم امتلاك الهلال لزمام الأمور معظم فترات المباراة.
في كرة الهدف أخطأ المدافع علي البليهي بإعادة الكرة بصورة غير صحيح كما لم يكن الحارس المعيوف منتبهًا بالشكل الكافي مما كلف الفريق هدفا، سيحتاج إلى جهد كبير من أجل تعويضه في مباراة الإياب.
البليهي بعد المباراة، اعترف بالخطأ، قائلاً: “هدفنا الرئيسي في مباراة كان الخروج بشباك نظيفة، وكان أملنا ألا تسكن شباكنا أهداف حتى لو لم نسجل لكن حدث خطأ وغيّر ما كان نريده”.
وأضاف :”هدف أوراوا أتى بخطأ بسيط دون أي جهد منهم لكننا قادرون على الفوز في اليابان ولا تزال الفرص في حصد اللقب بالمناصفة بين الفريقين ولا يوجد مستحيل أبدًا”.
استغلال الفرص
واحد من الأمور التي صنعت الفارق في مواجهة الذهاب، تمثلت في إهدار لاعبي الهلال للفرص التى لاحت له خصوصا في شوط المباراة الأول، فالقاعدة في عالم كرة القدم أن من يضيع الفرص يستقبل الأهداف.
مدرب الهلال، رامون دياز نفسه علق على هذه الجزئية في المؤتمر الصحفي بعد المباراة، قائلاً: “الشوط الأول قدمنا أداء جيدا، وضغطنا المنافس بالشكل المطلوب، لكن ارتكبنا خطأ في الشوط الثاني ساهم بهدف لأوراوا عقّد علينا المباراة”.
وأضاف :”كما لاحظ الجميع كان فريقنا الأفضل طوال مجريات المباراة، لكن الخطأ الذي ارتكبناه ساهم باستقبالنا هدفاً، كما أن التسرع في إنهاء بعض الفرص لم يجعلنا نضيف هدفاً ثانياً”.
استغلال حالة المنافس
في المواجهة الحاسمة لا بد من استغلال حالة خصمك، فإذا لم يكن على ما يرام لا بد من إنهاء الأمور مبكرًا خاصة أن تواجد أى فريق في النهائي يعني أنه يمتلك من العناصر والخبرات ما يجعله قادرا على الخروج من المواقف الصعبة سريعا وتدارك أخطائه، وهذا ما كان يجب على الهلال القيام به أمام أوراوا خاصة في بداية لقاء الذهاب.
مدرب أوراوا الياباني، ماسيج سكورزا أكد على الجزئية المشار إليها أعلاه، قائلاً:”كانت المباراة صعبة، لم نمتلك الكرة في أغلب مجريات المباراة، خاب آملي لعدم تطبيق بعض خططي، لكن التعادل نتيجة إيجابية”.
وأضاف سكورزا:”كنت أتوقع أن يكون أداؤنا أفضل مما قدمنا، لكننا لعبنا أمام فريق كبير مثل الهلال، وسنحاول أن نلعب بنجاعة هجومية أكبر في الإياب”، مضيفًا :”لدي الكثير لأحلله عن فريق الهلال قبل مواجهة الحسم”.
وتابع مدرب أوراوا حديثه، قائلاً :”نعرف أن الهلال سيدخل بقوة في لقاء الإياب، لذلك يجب أن نجهز أنفسنا بأفضل شكل فني وبدني”.
ضبط الأعصاب
وبكل تأكيد أن عدم ضبط الأعصاب في المواجهات الكبر يكلف الفرق الكثير، وهذا ما حدث مع الهلال في لقاء الذهاب بعدما تعرض النجم سالم الدوسري للطرد بعد ضربه لاعب أوراوا بدون كرة، مما جعل فريقه يخسر جهود لاعب بقدراته في مواجهة العودة.
ويحتاج كل نجوم الهلال للهدوء والالتزام بخطة دياز وعدم التسرع في مباراة الإياب، واستغلال جزئية أن الفريق الياباني قد يبادر بالهجوم ولن يلتزم بالنهج الدفاعي مثلما فعل في أوقات كثيرة بمباراة الذهاب.
شخصية البطل والهدف المبكر
يمتلك نجوم الهلال خبرات كبيرة على مستوى المواجهات الكبرى، والدليل حصد وصافة كأس العالم للأندية مؤخرًا وتقديم مباراة نهائية على مستوى عالٍ أمام ريال مدريد الإسباني، لذا لا خوف عليهم أمام أوراوا حتى لو لم تكن نتيجة مباراة الذهاب في صالحهم، فهناك عناصر قادرة على صناعة الفارق حتى لو غاب سالم الدوسري.
وسيكون على لاعبي الهلال إحراز هدف مبكر من أجل إراحة الأعصاب، لكن سيكون الأهم مثلما قال البليهي في تصريحاته أنه لا يجب أن تسكن الشباكَ أيُّ أهداف، حتى لو تأخر إحراز الهدف المطلوب، فشخصية البطل يجب أن تكون حاضرة لإحداث التوازن المطلوب والخروج بالنتيجة المطلوبة.