حالة من الذعر سادت بين الأوكرانيين منذ أيام، في بلد لا يزال يتذكر كارثة تشيرنوبيل النووية عام 1986.
وقد تفاقم الهلع بشكل كبير منذ تحذير الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بتخطيط روسي لضرب محطة زابوريجيا النووية.
فتقاطر الأوكرانيون وتهافتوا على الصيدليات من أجل شراء أقراص اليود. ما دفع وزارة الصحة إلى تحذير مواطنيها من تناول تلك الأقراص عشوائيًا دون حاجة إليها.
كما أكدت، في توصيات نشرتها اليوم الجمعة على تطبيق تليغرام، أن تناول اليود ضروري فقط في حال وقوع حادث نووي مؤكد.
قد تسبب الموت
كذلك حذّرت من التداعيات السلبية لأقراص اليود، قائلة إن “تناول يوديد البوتاسيوم عشوائيًا أمر خطير”، وشددت أن جرعة زائدة منه قد تؤدي إلى “عواقب وخيمة” قد تسبب “حتى الموت”.
أتت تلك التحذيرات بعدما اصطف الناس أمس أمام بعض الصيدليات في كييف لشراء اليود، وفق ما أفادت فرانس برس، وقالت صوفيا سيلدسكا، وهي صيدلانية في وسط العاصمة تبلغ 25 عامًا، “بالأمس كان هناك طلب… لكنه تراجع اليوم”، وفق ما نقلت “العربية.نت”.
كما أضافت “لدينا أقراص اليود في المخزون، ولا يوجد نقص”، وأكدت أنها توضح للناس كيفية تناولها، “لأن البعض لا يفهم أنها جرعة واحدة تؤخذ إثر انتشار العناصر المشعة”، وفق تعبيرها.
وفي صيدلية أخرى بالعاصمة، زاد الطلب على تلك الأقراص “بنسبة 100 إلى 150%” بعد تصريحات زيلينسكي، بحسب ما أكدت الموظفة ماريا دولر البالغة 21 عامًا، قائلة “لا يوجد ذعر، لكن الجميع يريد الأمان”.
فماذا تفعل تلك الأقراص؟
تهدف أقراص اليود إلى الوقاية من سرطان الغدة الدرقية في حال صدور انبعاثات مشعة ناتجة عن حادث نووي خطير. إلا أن هذا الدواء لا يحمي من العناصر المشعة مثل السيزيوم 134 و137.
وبحسب منظمة الصحة العالمية ينبغي أن يؤخذ يوديد البوتاسيوم كتدبير وقائي عام تحسباً لوقوع حادث ما، لكن لا ينبغي أن يؤخذ إلا عند صدور توجيهات صريحة بهذا الشأن من سلطات الصحة العامة، ففعالية يوديد البوتاسيوم في إحصار الغدة الدرقية مرهونة بإعطائه في الوقت المناسب.