عزت وزارة البيئة والمياه والزراعة، الحرائق التي تندلع في الغابات ومناطق الغطاء النباتي تزامناً مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، لعددٍ من الأسباب، أبرزها حرق المخلفات الزراعية، وإشعال النيران للطبخ، وإطلاق الأعيرة النارية، والحرائق العمد لتوسيع الأراضي.
وأوضحت أن هذه الحرائق قد تعود أيضاً إلى استخدام المفرقعات النارية، ورمي الزجاج الذي يتأثر بأشعة الشمس؛ ما يؤدي إلى تفاقم النيران وتوسعها إلى مساحات كبيرة وبالتالي يصعب السيطرة عليها وإخمادها.
ودعت الوزارة، المنتزهين والمزارعين والعاملين في مناطق الغطاء النباتي والمزارع والمراعي؛ إلى أخذ الحيطة والحذر، والتقيد بالإرشادات، وتعزيز السلوكيات الإيجابية لحماية البيئة وتحسين جودة الحياة.
وشددت على ضرورة الحد من الآثار السلبية للأنشطة والممارسات المخالفة، كالاحتطاب والرعي المبكر والجائر وحرق الأشجار وغيرها من الممارسات التي تؤدي إلى تدهور الأراضي والتسبب في الحرائق.
وتشهد العديد من المدن السعودية في الوقت الحالي ارتفاعاً ملحوظاً في درجات الحرارة؛ إذ سجلت الأحساء 49 درجة مئوية، تليها الدمام بـ 48 درجة، فيما سجلت وادي الدواسر وشرورة 46 درجة مئوية، و45 درجة في جدة والقيصومة.
وأكدت أن مخالفة حرق النفايات في غير الأماكن المخصصة لها في الغابات والمتنزهات الوطنية تبدأ من 500 ريال في المرة الأولى، وألف ريال في المرة الثانية، وتصل إلى ألفي ريال في المرة الثالثة، فيما تبدأ مخالفات إشعال النار في غير أماكنها المخصصة من ألف ريال في المرة الأولى وألفي ريال في المرة الثانية، و3 آلاف ريال في المرة الثالثة؛ وذلك وفقاً للائحة التنفيذية لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر لنظام البيئة.
كما شددت على ضرورة المحافظة على الغابات والمتنزهات الوطنية وجميع مواقع الغطاء النباتي وعدم الإضرار بها بإشعال النيران ورمي المخلفات في غير أماكنها المخصصة حفاظاً على البيئة، داعيةً إلى المشاركة في الإبلاغ عن الحرائق في الغابات والمتنزهات الوطنية ومواقع الغطاء النباتي.
وحثت الوزارة المزارعين والمربين، على ضرورة المساهمة في إعادة تدوير المخلفات الزراعية كأسمدة عضوية، واتباع الممارسات الزراعية الحديثة وأخد الحيطة والتدابير اللازمة بخصوص المتبقيات الزراعية وطرق تدويرها للاستفادة منها بما يعود بالنفع على المجتمع.
وأشارت إلى أن تحويل المخلفات الزراعية إلى أسمدة عضوية له أثر إيجابي على البيئة، ويسهم في تقليل الأسباب التي تقود إلى اشتعال النيران، مؤكدة أهمية العمل على إعادة تأهيل الأراضي المتدهورة وتنميتها وحماية الغابات والمراعي من السلوكيات الخاطئة، واتباع أساليب وطرق التنزه الآمن، وذلك من أجل الحفاظ على موارد المملكة الحيوية وضمان تحقيق استدامتها.
ونوهت بأنها تعمل من خلال استراتيجياتها وخططها ومبادراتها على تحقيق أعلى المستويات في المحافظة على البيئة، والإدارة المستدامة للموارد الطبيعية غير المتجددة، وتعظيم الاستفادة من المصادر المتجددة، والاعتماد على التقنيات الحديثة ورفع جودة وكفاءة الأداء في قطاعاتها كافة.
وذكرت أن الاستراتيجية الوطنية للبيئة تضمنت تقييماً شاملاً لجميع مكونات النطاق البيئي كالغابات والمراعي والحياة الفطرية والبيئة البحرية، وكذلك جودة الهواء وإدارة النفايات، كما شملت مقارنات مرجعية عدة لأفضل الممارسات العالمية في العديد من الدول المتقدمة في المجال البيئي، وحددت الأطر المناسبة والمبادرات والبرامج والمُمَكِّنات اللازمة لتحقيق أهداف حماية البيئة بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030.
وشهدت السنواتُ القليلة الماضية سلسلةً من حرائق الغابات، شملت قارات أمريكا الشمالية وأوروبا وإفريقيا وآسيا، وأودت بحياة مئات الأشخاص، فضلاً عن تدمير مساحات شاسعة من الأراضي الخضراء بما تحتويه من تنوّع أحيائي، حيث صُنفت هذه الحرائق ضمن أسوأ الكوارث البيئية حول العالم.
زر الذهاب إلى الأعلى