فضيحة جديدة تورطت فيها وسائل الإعلام التركية بعدما حولت ابن القنصل السعودي في إسطنبول “محمد العتيبي” إلى “شريك متورط” في مزاعمها باغتيال جمال خاشقجي، إثر تعليق إحداها على ظهوره أثناء دخوله منزله بـ”الزائر الغريب”، وهو ما تلقفته العديد منها لمحاولة تأكيد مزاعمها بمقتل خاشقجي، ووجود مسؤولين عن “الجريمة” في القنصلية، قبل أن تعود وتعتذر بعدما لفت القراء أنظارها إلى كذب افتراءاتها.
الحكاية بدأت عندما بثت قناة تلفزيونية محلية موضوعًا بعنوان: “زائر غريب في منزل القنصل السعودي!” مع علامة تعجب تشكيكية، لكن القناة بجهل تام لم تتحقق من أن ذلك الشخص هو ابن القنصل، ويرتدي زي الأطباء. بعدها بدقائق انتشر الفيديو بمواقع التواصل الاجتماعي فصار الشاب الطبيب متهمًا دون حتى أن يعرفوا هويته.
ورصدت فضائية “العربية”، في تقرير لها، تفاصيل “الفبركة الإعلامية” التي ارتكبتها وسائل الإعلام التركية؛ حيث سارعت بعد ساعات من بث الفيديو والخبر المشكك في هوية الزائر، إلى الإيحاء بأنه واحد ممن تزعم أنهم “قطعوا جثة جمال خاشقجي ووضعها داخل صندوق للترحيل”، ثم أسرعت NTV واضطرت إلى تصحيح خبرها أمس بالذات، زاعمة أنها تحرت ما نشرت، واتضح لها أن من ظهر في الفيديو “هو ابن للقنصل يدرس الطب في جامعة إسطنبول” ونشرت صورتين يظهر فيهما شعار كلية الطب بالجامعة على الرداء الأبيض الذي يرتديه ابن القنصل العائد إلى بيته العائلي أمس الخميس، كما أن التصحيح ورد من مصدر لم تكشف عنه القناة.
ومع ذلك، فالبركة الإعلامية انتشرت، ولا تزال منتشرة للآن دون تصحيح بعدد كبير من المواقع الإعلامية المحلية.
أما في مواقع التواصل -ومنها “تويتر” خاصةً- فنجد 4 أو 5 تغريدات لتويتريين يلفتون النظر إلى أن الفيديو هو لابن القنصل الطالب بكلية الطب في إسطنبول، إلا أن أيًّا منهم لم يقدم الدليل على ما يقول.
وعلى الرغم من ذلك، فإنه بعد زيارة مواقع معظم وسائل الإعلام الناشرة الفيديو وخبره، والاطلاع على ترجمات للوارد فيها، لم تجد تصحيحًا وتعديلًا للفبركة المشككة إلا في موقع NTV مع صور مكبرة لابن القنصل لإيضاح شعار الكلية التي يدرس فيها.