كعادتها المملكة لا تتحدث حين تتعالى أصوات ضجيج الصغار، تمتص محاولات النيل منها، ثم توجه ضربتها القاضية في الوقت المناسب بالأدلة والخطوات المدروسة بحساب شديد، وهذا ما ترجمته إدارة الأزمة في قضية المواطن الراحل جمال خاشقجي.
هذه الترجمة لم تكن على لسان أحد مسؤولي المملكة، بل رسالة كل مواطن سعودي، قدمها ابنا “خاشقجي”، خلال حوارهما مع قناة (سي إن إن) الأمريكية، اليوم، حين تحدثا بكل ثقة عن أن الإجراءات المتخذة من قبل قيادة المملكة ستعيد كل حق لصاحبه.
ما أدلى به الابنان صلاح وعبدالله خاشقجي، لم يكن مجرد حوار، بل وقفة أمام العالم لقطع الألسنة المتطاولة، وإثبات أن عائلة خاشقجي سعودية وطنية تثق في قيادتها.
نجلا الصحفي الراحل قطعا الطريق بتصريحاتهما على من يحاول أن يُسيِّس القضية ويحولها من جريمة جنائية لاغتيال سياسي، واستغلالها لكي تخدم من لهم أجندات خاصة تعادي المملكة.
الشابان السعوديان بدا عليهما الحزن الشديد خلال حوارهما، فقد تحدثا بكل صدق عن ما يعانياه بعد وفاة الوالد، وأكدا أن القيادة والشعب السعودي يقفون اليوم مع الأسرة في مصابها، مؤكدين أن والدهما رغم الاختلاف، فقد كان محبًّا لوطنه ومؤمنًا بإدارة القيادة للأمور في المملكة خاصة وسط تحولات لمستقبل أفضل، ومشروعاتها المناهضة للتطرف والعنف في المنطقة.
صحيح أن الحزن بدا على وجهي الشابين صلاح وعبدالله، إلا أن حديثهما إلى محطة عالمية أجنبية من خارج المملكة، رسالة ضمنية لأصحاب العقول والقلوب “العمياء”، جددا من خلالها التأكيد على تمسكهما وأسرتهما بثقتهما الكبيرة في القيادة والتحقيق الجادة التي تجرى حاليًا.
رسالة الشابين “صلاح وعبدالله” بدت أكبر درع وسيف لقطع كل الألسنة التي حاولت – ولا تزال – النيل من سمعة المملكة إقليميًا وعالميًا، بعد أن أحبطا بكلماتهما البسيطة أي مزايدات تستهدف البلاد في هذا الملف من بعض الأطراف التي تخفي نوايا سيئة.