روى ناجيان من رحلة الموت في صحراء عرعر، تفاصيل الأيام الثلاثة العصيبة التي عاشوها مع رفقائهم بين الحياة والموت، بعد أن احتجزتهم السيول، بعيدا عن سيارتهم وانقطع بهم السبيل في ظل برد قارس وأمطار غزيرة.
وأوضحا أنهما رفقة اثنين آخرين، كانوا في رحلة للبحث عن الكمأ، عصر الأحد الماضي، وضلوا طريق العودة إلى السيارة التي أقلتهم، واحتجزتهم السيول قرب الحدود العراقية.
وقال عبد الله كامل أحد الناجين، وفقا لـ”عكاظ” إنه ورفاقه الثلاثة، عاشوا حالة من اليأس لنحو 36 ساعة أمضوها بين الجوع والبرد القارس وانتظار الموت، خاصة بعد أن فشلت كل المحاولات للوصول إلى موقع السيارة.
وأوضح أنهم في صباح يوم الثلاثاء، سمعوا صوت أزيز طائرة في السماء وجددت لهم الآمال بالنجاة، واجتهدوا في إرسال إشارات لقائدها، حتى تمكن من إنقاذهم.
وأعرب الناجي الآخر، مشاري المضياني، عن فرحته بالنجاة، واستذكر الساعات الصعبة التي أمضاها، خاصة بعد أن كان الموت قريبا منهم، لافتا إلى أنهم كانوا يتغلبون على جوعهم وعطشهم بالنباتات البرية وماء الشعيب، ولم يكونوا يمتلكون إلا التضرع إلى الله حتى وصلت طائرة الحرس الوطني وبعثت لهم الأمل من جديد.
ولم تخف والدة مشاري فرحتها بعودة نجلها، معربة عن شكرها للجهات المختصة التي اهتمت بالمفقودين الأربعة.
يذكر أنه رغم نجاة المفقودين، إلا أن قصتهم كان بها فصل حزين، بعد أن توفي الشاب الشجاع سعود طلب العنزي، الذي قدم حياته أثناء بحثه عنهم بعد أن خرج بسيارته لمحاولة إنقاذهم، لكن وعورة الطريق وكثافة الأمطار والوحل والطين تسببت في جرف مركبته ليلقى حتفه.