قال الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمحافظة العلا، عمر المدني: إن المملكة تستهدف جذب استثمارات تصل إلى 20 مليار دولار حتى 2035 لإقامة وجهة سياحية بارزة تخطط لها في العلا، وستعقد لقاءات ترويجية مع المستثمرين العالميين قبل نهاية العام؛ وذلك وفق “رويترز”.
وتمثل العلا، أحد مواقع الحضارات القديمة النائية في شمال غرب البلاد، جزءًا من خطط المملكة الرامية لتنويع اقتصادها وتقليص اعتماده على النفط وانفتاح المجتمع؛ حيث قال “المدني” في مقابلة مع “رويترز” هذا الأسبوع: إنه يتوقع أن تخلق الاستثمارات المستهدفة في نهاية المطاف 35 ألف وظيفة، وتساهم بما إجماليه 120 مليار ريال (32 مليار دولار) في الناتج المحلي الإجمالي على مدى السبعة عشر عامًا القادمة.
وأضاف: “سيقود قطاع البناء الجزء الأكبر من ذلك في البداية؛ لكن بعد الوصول إلى مرحلة الاستقرار ستكون القيادة للسياحة”، وسيأتي هذا بجانب صناعات ثانوية مثل الزراعة المستدامة والحفاظ على التراث وإنتاج الأفلام.
وتابع: “بدأت الحكومة، بجانب شراكة ثقافية فرنسية، في تمويل البنية التحتية بالفعل في العلا، التي تضم مقابر فخمة منحوتة في الصخر ونقوشًا حجرية نحتها الأنباط قبل ألفيْ عام، والأنباط قبائل عربية عاشت قبل الإسلام، وشيدت أيضًا مدينة البتراء في الأردن المجاورة”.
وأوضح: “نفضل عدم ضخ أي أموال عامة؛ لكن الحقيقة تقول إننا بحاجة لإطلاق الاستثمار، لا نعرف ما هو الرقم المطلوب؛ لكننا ملتزمون بمواصلة الاستثمار حتى تكون الأوضاع مناسبة لتدفق الأموال”؛ مشيرًا إلى أنه ستتم دراسة عدة أدوات استثمارية، بما في ذلك مشاريع مشتركة وإيجارات طويلة الأمد.
ويأتي تطوير العلا في إطار مساعٍ للحفاظ على مواقع تراثية يرجع تاريخها لفترة ما قبل الإسلام؛ بهدف جذب السائحين وتعزيز الهوية الوطنية.
كما يأتي ضمن جهود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتحويل البلاد إلى وجهة ترفيهية، مع تطلع المملكة إلى جذب عشرات الأعمال الغربية؛ بما في ذلك عرض “ثريلر” المسرحي المزمع المستوحى من مايكل جاكسون.
وتريد المملكة في نهاية المطاف جذب ما يصل إلى مليونيْ زائر سنويًّا إلى العلا؛ لكنها تبدأ بنحو ألف غرفة فندقية علاوة على معسكرات صحراوية ومهرجان شتاء طنطورة الذي يجذب الزائرين على مدى ثلاثة أشهر، واختتمت نسخته الأولى للتو.
وأوضح “المدني”: “وجدنا تحمسًا كبيرًا، ليس فقط ممن حضروا؛ بل كذلك ممن شاهدوا الصور ورغبوا في القدوم.. هناك حماس كبير في أنحاء العالم”.
وخضعت خطط لاستقبال السائحين في السعودية للنقاش على مدى سنوات؛ لكنها تأثرت بسبب البيروقراطية المعرقلة؛ إلا أن خطوات كإصدار تأشيرات دخول “موسمية” مثل مهرجان طنطورة، تعمل على تغيير الصورة.