كشفت صورة فوتوغرافية بين المتهم بالمخطط لتفجيرات سريلانكا الإرهابية، زهران هاشم، ومفتي تنظيم الإخوان، المقيم في قطر يوسف القرضاوي، عن العلاقة الوثيقة التي تجمع بين الاثنين، والتي ربما قد أدت إلى تأثر هاشم بأفكار القرضاوي قبل تخطيطه للتفجيرات التي أودت بحياة أكثر من 250 شخصًا وإصابة المئات.
وكان رئيس سريلانكا مايتريبالا سيريسينا أعلن، اليوم الجمعة، أن الإرهابي زهران هاشم ربما كان العقل المدبر للتفجيرات التي وقعت يوم الأحد الماضي، مؤكدًا أن زهران هاشم قتل أثناء تنفيذه أحد تفجيرات العاصمة كولومبو، وأن الشرطة تسعى للقبض على 140 شخصًا على صلة بتنظيم داعش الإرهابي.
وأضاف رئيس سريلانكا أن شبانًا سريلانكيين كانوا على صلة بتنظيم داعش الإرهابي منذ العام 2013، وإن كبار قيادات الدفاع والشرطة لم تبلغه بمعلومات أشارت إلى احتمال وقوع هجمات وشيكة بالبلاد، معلنًا استقالة رئيس الشرطة على خلفية الهجمات الإرهابية.
الصورة التي جمعت بين القرضاوي وهاشم، انتشرت بسرعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولم يعرف تاريخ التقاطها، وإن كان يعتقد أنها أخذت في مكتب القرضاوي في العاصمة القطرية الدوحة أثناء زيارة هاشم له برفقة آخرين.
وأعلن هاشم انتماؤه لتنظيم داعش وتبنيه لأفكاره الإرهابية، في الوقت الذي تبنى فيه التنظيم الإرهابي مسؤولية تفجيرات سريلانكا، وهو ما يدفع للتساؤل حول أسباب انضمام الكثير من الشباب المتأثرين بفكر تنظيم الإخوان أو المنضمين له على المستوي التنظيمي، إلى تيارات إرهابية، ومن أبرزها داعش والقاعدة.
الصورة التي جمعت بيت القرضاوي وهاشم تدفع إلى تساؤل آخر حول علاقة قطر بالتنظيمات الإرهابية في العديد من دول العالم، ومدى الدعم المادي أو اللوجيستي الذي تقدمه لهم، خاصة أن لقاء مثل هذا لن يتم في غيبة من المسؤولين القطريين، الذين يستضيفون في الدوحة العديد من الشخصيات التي لعبت أدوارًا مدمرة في بلدانهم الأصلية، كان آخرها حضور أمير قطر تميم بن حمد، أمس الخميس، الصلاة على عباسي مدني، أحد رموز العشرية الدموية السوداء في الجزائر، والذي كان يعيش في قطر منذ سنوات.
ويعد القرضاوي من أبرز الأسماء التي يعتمد عليها تنظيم الإخوان في الدعم اللوجيستي، وإمداده بالعناصر الجديدة، سواء من خلال علاقاته المتشعبة أو من خلال رئاسته – حتى فترة قريبة – للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والذي كان واجهة للتدخل في شؤون العديد من الدول، وإثارة الفتن بها، وخلط السياسي بالديني، وبرز هذا لدور للقرضاوي في مصر عقب 2011م، ودعمه بقوة لتولي الإخوان السلطة بل وتحريضه على التيارات الأخرى ومؤسسات الدولة.
بينما يرتبط زهران هاشم، بجماعة تدعى «التوحيد الوطنية» ظهرت في سريلانكا ، وعرف الناس اسمها عقب قيام أعضائها العام الماضي، بتخريب تماثيل بوذية، ويرتبط هذا التنظيم بآخر في الهند يتزعمه شخصية مثيرة للجدل هو سليمان الندوي، والذي يمتلك تأثيرًا روحيًّا كبيرًا على مختلف التنظيمات الإرهابية في دول جنوب شرق آسيا.