أفادت معلومات، اليوم الأربعاء، بأنّ محكمة أسترالية أدانت شخصًا بمحاولة تفجير طائرة إماراتية في سيدني في يوليو 2017 بإيعاز من تنظيم «داعش»، فيما تمّ الكشف عن تورط تركي في هذه العملية.
ونقلت شبكة «سكاي نيوز» في سلسلة أخبار عاجلة أوردتها بشكل متلاحق، عن الشرطة الأسترالية قولها إنّ المتفجرات التي كانت ستستخدم لاستهداف الطائرة وصلت من تركيا، لافتةً إلى أنّ «داعش» استخدم الأراضي التركية لإرسال متفجرات تستخدم في العمليات العسكرية لاستهداف الطائرة الإماراتية في سيدني، دون مزيدٍ من التفاصيل إلى الآن.
وكانت الشرطة الأسترالية، قد أعلنت في أغسطس 2017، أنَّ مخطط استهداف الطائرة تم بتوجيه من مسؤول كبير في تنظيم «داعش»، دون أن تعلن تكشف هوية أو جنسية هذا الإرهابي، لكنّها أشارت إلى أنّه أوضح لأستراليين متعاونين معه كيفية جمع عبوة ناسفة كانوا سيضعونها على متن طائرة إماراتية تابعة لشركة الاتحاد للطيران.
وآنذاك، اعتقل سلطات الأمن الأسترالية أربعة أشخاص في سيدني بتهمة التخطيط لارتكاب اعتداء باستخدام عبوة ناسفة مصنوعة يدويًّا، ما دفع بالسلطات إلى تشديد الإجراءات الأمنية في المطارات، ولاحقًا وجّهت تهمة محاولة ارتكاب جرائم إرهابية لاثنين من المشتبه بهم هما خالد خياط (49 عامًا) ومحمود خياط (32 عامًا).
وكثيرًا ما فضحت تقارير وتصريحات دور تركيا في دعم «داعش»، قد كشف قيادي بالتنظيم، في مارس الماضي، عن أنّ مسؤولين كبارًا في نظام الرئيس رجب طيب أردوغان ساهموا بجهد منتظم في نقل مقاتلين أجانب للمشاركة في الحرب بسوريا، وأنه كان على وشك لقاء الرئيس التركي شخصيًّا.
ونقلت وسائل إعلام غربية عن أبومنصور المغربي – مهندس مغربي انضم إلى «داعش» عام 2013 – قوله إنّه كان يعمل سفيرًا للتنظيم في تركيا؛ حيث التقى مسؤولين رفيعي المستوى في جميع الفروع الأمنية للحكومة؛ لتنسيق نقل المقاتلين الأجانب إلى داخل سوريا.
وقال أبومنصور، خلال مقابلة استمرت خمس ساعات مع باحثين من المركز الدولي لدراسة التطرف العنيف، ونقلت مجلة «هوم لاند سيكيوريتي توداي» موجزًا لها: «كانت مهمتي هي توجيه العملاء لاستقبال المقاتلين الأجانب في تركيا»، مشيرًا إلى أن شبكة من الأشخاص، ممولين من قبل «داعش»، تعاونت مع جهات عليا تركية لتحقيق هدفها، متابعًا: «هؤلاء العملاء سهّلوا سفر المقاتلين الأجانب من إسطنبول إلى المناطق الحدودية مع سوريا، مثل غازي عنتاب وأنطاكيا وشانليفة، وكان يتم الدفع لمعظمهم من قبل تنظيم الدولة».
وشرح أبومنصور للباحثين في المركز الدولي لدراسة التطرف العنيف كيف التقى مسؤولين حكوميين في أنقرة؛ حيث قال: «مررت بالحدود وسمحوا لي بالمرور، كان الأتراك يرسلون إلي سيارة كل مرة وأنا تحت الحماية، وكان فريق مكون من شخصين إلى ثلاثة أشخاص يرافقني دائمًا، لقد كنت مسؤولًا عن فريقنا معظم الوقت».
وعن علاقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بهذه العملية، قال أبومنصور: «كنت على وشك مقابلته لكنني لم أفعل.. قال أحد ضباط مخابراته إن أردوغان يريد أن يراك على انفراد، لكن هذا لم يحدث».
وكشف أيضًا عن أنّه في عام 2014، فتحت تركيا بعض بوابات العبور القانونية تحت أعين الاستخبارات التركية والتي استخدمها أعضاء تنظيم «داعش» للدخول والخروج من وإلى سوريا، وأضاف: «الدخول إلى سوريا كان أسهل من العودة إلى تركيا، فتركيا تسيطر على حركة العبور».