البشير يردد من داخل السجن: «المؤامرة».. «الخيانة».. «الغدر»
نشرت وسائل إعلام سودانية، اليوم السبت، ما وصفته بـ«تسريبات»، لجانب من أحاديث الرئيس المعزول عمر البشير، من داخل أسوار سجن «كوبر»، المعتقل فيه، مشيرة إلى أنه يردد ثلاث كلمات، «المؤامرة» و«الخيانة» و«الغدر»، في إشارة إلى أنه ما زال لا يصدق أنه تمت الإطاحة به، فيما أقسم مسؤول رفيع بنظام البشير بـ«الطلاق»، تأكيدًا على أنه «قائد التغيير».
وبحسب صحيفة «كوش نيوز» السودانية، فإن الرئيس المعزول عمر البشير ما زال يعيش حالة نفسية سيئة جدًا، على الرغم من مرور 25 يومًا على سقوط نظامه، قائلة: البشير الآن لم يستوعب ما حدث لحكمه الذي صمد ثلاثين عامًا في مواجهة كل الضغوط الداخلية والحصار الخارجي؛ حيث ظل يردد ثلاث عبارات داخل السجن «المؤامرة» و«الخيانة» و«الغدر».
وفي سياق متصل، أفادت مصادر داخل سجن «كوبر»، الأسبوع الماضي، أن البشير «بكى بحرقة، عندما سمع من يناديه بالرئيس المخلوع»، لافتة إلى أن حالته النفسية السيئة أثرت على وضعه الصحي، ما استدعى نقله إلى مستشفى «رويال كير»، فيما توعد المجلس الانتقالي الحاكم بمحاسبة كل المتورطين في جرائم فساد من أسرة الرئيس المعزول.
وذكرت مصادر مطلعة أن «ما يتسرب من أخبار عما يجري داخل سجن (كوبر) حول البشير، وبعض رموز النظام المعتقلين شبه مؤكد، لكن مصدر تسربها ليس من الضباط أو العاملين في السجن، بل أهالي وأقارب المعتقلين»، حسب «RT» الروسية، التي أشارت إلى تدهور صحة البشير بسبب الاكتئاب الشديد، الذي تعرض له عقب دخوله السجن، وهو لا يزال حتى الآن لا يصدق أنه سجين.
وأشارت المصادر، إلى أن كل ذلك تسبب في إصابة البشير بحالة من الوجوم والذهول، أثرت على وضعه الصحي، وبعد ذلك تم نقله إلى مستشفى «رويال كير».
وتابعت المصادر أن أكثر ما أوجع البشير وآلمه، هو زجه في القسم الخاص بالمعتقلين السياسيين الذي يخضع لحراسة شديدة من رفقاء السلاح في الاستخبارات العسكرية، وهذا آخر ما كان يتوقعه.
في ذات الإطار، نسب مسؤول رفيع في نظام الرئيس السوداني السابق عمر البشير لنفسه، قيادة عملية التغيير التي شهدتها البلاد في الحادي عشر من أبريل الماضي، مشددًا على أنه فضّل التضحية بالمجموعة الحاكمة بدلًا من إراقة دماء الملايين.
وقال نائب مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق، عضو المجلس العسكري المستقيل، الفريق أول جلال الدين الشيخ، إنه هو من قاد الانقلاب ضد نظام البشير، حسبما نقلت صحيفة «كوش نيوز»، اليوم السبت.
وأقسم جلال، في مقطع فيديو منسوب له أمام جمع من الحضور قائلًا،: «أقسم بالله العظيم، وعلي بالطلاق أنا القدت (الذي قدت) التغيير دا (هذا)»، على ما جاء في مقطع فيديو يُظهره، وهو يتحدث أمام جمع من المواطنين.
وبعد أن كرر القيادي السابق حلفه، أضاف: «مشيت لوزير الدفاع ومشيت قبلها لصلاح (يقصد رئيس الاستخبارات السابق صلاح قوش)، ما ممكن نحنا في سبيل عشرين وللا ثلاثين راجل وللا حكومة نخسر ملايين، الرئيس دا (هذا) يتنحى، يتنحى الليلة بالحسنة (أو) بالرجالة يتنحى حقنًا للدماء».
وتابع جلال: «عندما أصروا على أن أكون بالمجلس الانتقالي قلت ليهم بالله يا جماعة عليكم الله سيبونا كفانا والمهمة دي تتعدى بسلام، قالوا لي لا، وبرهان (دا رشحتوا أنا دفعتي)»، في إشارة إلى رئيس المجلس العسكري الانتقالي عبدالفتاح البرهان.
واستطرد نائب مدير جهاز الأمن؛ ليوضح ما دار مع وزير الدفاع السابق عوض بن عوف، بعد تنحي البشير: «قلت لابن عوف أنت ياك قائدنا لكن كتر خيرك ما مقبول، قال لازم أعلن الانقلاب، ثم أتنحى بعد ذلك للحفاظ على السيستم (النظام) العسكري».
وفي 11 أبريل الماضي، أعلن بن عوف الإطاحة بالبشير من السلطة؛ استجابة لاحتجاجات شعبية اجتاحت البلاد، على مدى 6 أشهر، غير أن وجوده هو شخصيًا على رأس المجلس العسكري الانتقالي قوبل بالرفض، ما دعاه إلى الاستقالة ليخلفه البرهان.
وطوال الأسابيع الماضية، والمفاوضات تتواصل بين المجلس العسكري والقوى المدنية، من أجل الوصول إلى توافق حول إدارة المرحلة الانتقالية، المزمع أن تنتهي بعد عامين مع اكتمال بناء مؤسسات النظام الجديد.
ونقل المجلس العسكري الحاكم، البشير إلى سجن «كوبر»، بعد أيام على عزله في 11 أبريل الماضي، على وقع احتجاجات شعبية متواصلة منذ نهاية العام الماضي، وشكل الجيش مجلسًا عسكريا انتقاليًّا، بعد عزل البشير، وحدَد مدة حكمه بعامين، وسط محاولات للتوصل إلى تفاهم مع أحزاب وقوى المعارضة بشأن إدارة المرحلة المقبلة.
وكان النائب العام السوداني أمر باستجواب الرئيس المعزول في قضايا غسل أموال وتمويل الإرهاب. وحيازة مبالغ كبيرة من العملة الأجنبية دون أساس قانوني؛ حيث جرى العثور على مبالغ كبيرة بمنزله في حقائب.