للإشتراك في خدمة الوظائف
أرسل كلمة “اشتراك” عبر الواتس أب للرقم 0537493197
أخبارمحليات

أشهَر قَصّاصي الأثر و42 عامًا من الموهبة: هذه قصة سارقِ نفسِه ومتهِم جاره

أشهَر قَصّاصي الأثر و42 عامًا من الموهبة: هذه قصة سارقِ نفسِه ومتهِم جاره

تُعتبر مهنة قص الأثر أو ما يُسمى لغويًّا “قافة”، فَراسةً فطرية ضاربة في القِدَم تَمَيّز بها الكثير من أفراد قبيلة “آل مرة”، وساهمت في حل الكثير من المشاكل الاجتماعية، ولا تزال تستخدم حتى عصرنا الحاضر رغم ثورة العلم والمعرفة والتقنية.

أصعب الحالات
وعن تفاصيل تلك الموهبة الفطرية، كشف لـ”سبق” أشهر قصاصي الأثر عبدالهادي بن صالح العرق، الحاصل على البكالوريوس في إدارة الأعمال من الولايات المتحدة الأمريكية ودرجة الماجستير من المركز العربي للدراسات الأمنية بالرياض، أن فراسته الفطرية طيلة عمله (42 عامًا) ساهمت في هذا الشأن في حل الكثير من المشاكل الاجتماعية والحوادث الجنائية.
وقال “العرق”: من أصعب الحالات التي تُواجه قصاص الأثر، أن بعض الحالات لا يُبلغ عنها صاحبها إلا بعد مدة طويلة، وتكون المَعالم قد تأثرت بالعوامل الطبيعية مثل الرياح وغيرها في حوادث البر.

التفريق بين أثر الأشخاص من حيث الجنس والقبيلة واللون
وأضاف: هناك مقدرة خاصة عند النادر من قصاصي الأثر؛ إذ يفرقون أثر الأسمر عن أثر الأبيض، أما عن التفريق بين قبيلة وأخرى فلا يوجد.
وقال: كان الشرع يرجع لقصاص الأثر؛ إلا أنه الآن بدأ الحمض النووي يأخذ دوره، مستعرضًا في الوقت نفسه قصة الرسول صلى الله عليه وسلم حين أتى “ابن مدلج، وجد أسامة بن زيد، وابنه” وعليهم لحاف وقد برزت أقدامها، وقال والله إن هذه القدمين لمن بعض، وسُر الرسول بذلك، والرسول لا يسر بباطل.

قص الأثر على الطرقات المعبدة
وتابع: لا يتبع الأثر إلا ما هو واضح؛ فعند وجود أثر ولو بسيط على الطرقات المعبدة نستطيع تتبعه؛ وذلك حين انطباع الأثر على الطريق.

أصعب العمليات
وأردف “العرق”: من أصعب العمليات الأمنية التي شاركت فيها، تتبع أثر مطلوبين؛ حيث حصلت عملية تتبع لإرهابيين في مدينة الرياض قبل عدة سنوات، وكانت من أطول عمليات التتبع ومن أخطرها؛ لأنها حصلت في جبال ومناطق وعرة لجأ إليها الإرهابيون، وكانت الأراضي وعرة وخطرة، والمغارات كثيرة، وكان التتبع صعبًا جدًّا وخطيرًا في نفس الوقت، وأخذت منا جهدًا طويلًا؛ ولكن تكللت تلك الجهود بالنجاح.

اشتهار قبيلة “آل مرة” بقص الأثر
وعن سبب نسب هذه المهنة إلى قبيلة “آل مرة” وإجادتهم لها باقتدار، قال: لأن معظم من يعرف قص الأثر من قبيلة آل مرة؛ حتى إن هناك أشخاصًا من قبائل أخرى وفي مدن أخرى يعرفون قص الأثر ويشتغلون فيه، ولو من قبائل أخرى؛ ومع ذلك يسمونهم “مرية”.. ونسبت تلك المهنة لقبيلة “آل مرة”؛ لأن أكثر القبيلة يعرفون قص الأثر؛ وذلك بسبب المناطق التي يعيشون فيها، ومناطقهم من المناطق التي يسهل تتبع الأثر بها؛ فهم يسكنون بالربع الخالي، وينتقلون من الربع الخالي عبر الدهناء إلى النفود؛ يعني 70 إلى 80% من حياتهم وهم في الرمل ويعيشون به، يرى أثره وأثر ابنه وناقته بتلك الرمال حتى أصبح قص الأثر عندهم مهنة وهواية ومعرفة وتمكّنًا.
وتابع “العرق”: أقرب من يتعامل مع قصاصي الأثر أو من يقترب من عملهم، ضباط التحقيق في الأدلة الجنائية، بالإضافة إلى معرفتهم للأثر؛ إلا أنهم يعرفون البصمات، ولهم طرق حديثة في التعرف على الأثر؛ ولكن “المري” بمجرد نظرته للأثر يبقى في ذاكرته حتى لو رآه بعد مدة؛ فإنه يكتشفه؛ لأن قص الأثر لديهم فطري.

قصة سارق نفسه
وأخيرًا تحدث عن قصة طريفة قائلًا: جاءني طلب، حين قدِم شخص واشتكى بتعرض منزله للسرقة؛ فذهبت معه برفقة رجال الأمن، وعند الوصول لمنزله سألته: هل تتهم أحدًا؟ فأجاب بأن ثمة مشاكل بينه وبين جاره، وأصبح يسبّ جاره، بعدها أرشدنا لأثر السارق التي تحفّظ عليها.
وتابع “العرق”: دائمًا لدينا إحساس غير عادي في بعض الحالات، وطلبت منه أن ينزع نعاله، وأخذته على انفراد لأني أعرف أن الأثر أثره، وقلت له: “هل تريد أن أبلغ الضابط عليك، إنك متبلي على جارك.. فحاول أن ينكر، وقلت له: لا تحاول تنكر الأثر أثرك”؛ فعندما عرف أني متأكد، اعترف وقال: “استر عليّ الله يستر عليك” فطلبت منه أن يذهب للضابط ويطلب منه التنازل؛ بحجة أني نصحته بالعفو، وانتهى الأمر.

زر الذهاب إلى الأعلى