بوجه شاحب عبوس، ونظرات خائبة، فعل “قذافي الخليج” حمد بن خليفة، أمير قطر السابق، ووالد الأمير الحالي، ما لم يفعله أي حاكم على مستوى العالم، بعدما ظهر في مقطع فيديو، وهو يتباهى على الملأ، بأنه كان يبطش بأفراد من شعب قطر، ويوجّه بسجنهم، ليس مرة واحدة، وإنما مرات، لا يتذكر عددها. المقطع الذي كان متداولاً في مواقع التواصل الاجتماعي، جلب تعليقات ساخرة ومُنتقدة لفترة حكم حمد بن خليفة، الذي كان ـ على ما يبدو ـ مليئًا بالظلم والاعتقالات والتجاوزات القانونية، في حق شعب قطر.
وظهر مع الشيخ حمد بن خليفة، في مقطع الفيديو، لاعب الوثب العالي القطري، معتز برشم، وهو يقلد أمير قطر السابق، ميدالية ذهبية فاز بها في بطولة العالم لألعاب القوى، وخلال ذلك، مازح حمد بن خليفة البطل القطري طلال منصور، قائلاً له: “يا من مرة سجنتك” أي “كم مرة سجنتك؟”.
وعلى الرغم من أن حمد بن خليفة، كان يمازح اللاعب الدولي، وهو يقول هذه العبارة، راسمًا على ملامح وجهه ابتسامة، إلا أن ملامحه الحادة، ووجه المُنكسر ونظراته البائسة، غطت على ابتسامته المصطنعة، وكشفت كلماته عن مشهد الحكم في عصره، عندما كان أميرًا لقطر، إذ كان يأمر ـ مازال ـ بسجن كل من يعارضه في الرأي، ووصل الأمر بسجن أفراد من الأسرة الحاكمة، لأنهم اعترضوا على دعمه الإرهاب، ليس على مستوى دول المنطقة، وإنما على مستوى العالم، وهو ما يفسر اتجاه دول خليجية لمقاطعة بلاده.
وحلل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، عبارة حمد بن خليفة، بأن الرجل اشتاق كثيرًا إلى الظهور الإعلامي الرسمي، كأمير لقطر، وأن العمل في الخفاء، بات مملاً بالنسبة له، لذلك فقد أخذه الحنين لاتخاذ القرارات العُرفية في الإمارة، باعتقال أفراد الشعب، دون محاكمة، مؤكدين أن العبارة التي ذكرها للبطل منصور (يا من مرة سجنتك)، تشير إلى أنه أمر السجن صادر من حمد شخصيًا، وليس من قاضي محكمة.
ووجّه نشطاء التواصل الاجتماعي، انتقادات حادة ولاذعة لحمد بن خليفة، مشيرين إلى أن العبارة التي ذكرها، جاءت عفوية وتلقائية، وليس فيها أي مزاح، مؤكدين أنها كشفت عن حقيقة علاقته بأفراد شعبه، منذ تولى الحكم في الإمارة في يونيو 1995، بعد قيامه بانقلاب أبيض على والده أمير دولة قطر آنذاك، خليفة بن حمد آل ثاني، حتى تنازله عن الحكم لابنه تميم بن حمد في يونيو 2013. وأشاروا إلى أن الرجل فتح السجون والاعتقالات على مصراعيها، لكل من لا يؤيد سياسته الداخلية والخارجية الداعمة للإرهاب، واحتضان الميليشيات والجماعات المعارضة لدول الخليج العربي، وبقية الدول العربية، وأن هذه السجون لم تفرق بين مواطن عادي، أو بطل رياضي، أو شخصية عامة معارضة.
وأبدى نشطاء اندهاشهم من أن حمد بن خليفة، لم يجد حرجًا مطلقًا، أن يخرج في مقطع الفيديو، ليذكر أحد مواطني بلده، بأنه كان يسجنه مرات عدة، مؤكدين أن ما أقدم عليه أمير قطر، لم يقدم عليه أي حاكم آخر، بمن فيهم الملوك والرؤساء المستبدون، في الامبراطويات البائدة، الذين كانوا يتلاعبون بمصير شعوبهم، وأكدوا أن حمد استحق لقب “قذاف الخليج”، لتاريخه الطويل في إيذاء دول الجوار، والبطش بمصالحها، ودعم كل ما يعكر صفو الحياة فيها.