“أين رواتبنا؟”.. تلك كانت هتافات العشرات من العمالة الوافدة في العاصمة القطرية الدوحة، بعد انقطاع رواتبهم لشهور عدة، في أعقاب جائحة كورونا، التي خلفت تداعيات اقتصادية صعبة على الإمارة الخليجية، فضلاً عن أسعار الغاز المتدنية.
وأظهر مقطع فيديو متداول قطع عشرات العمال والمحتجين أحد الطرق الرئيسية في منطقة مشيرب في العاصمة الدوحة في وقت متأخر من يوم الجمعة، وهم يهتفون احتجاجاً على تأخر دفع راتبهم، في ظل ظروف صعبة، واغترابهم خارج بلدانهم بعيداً عن أسرهم وأحبائهم، بينما كانت سيارات الشرطة تحيط بالمظاهرة.
ورداً على الاحتجاجات والمظاهرات قالت وزارة العمل القطرية إنها بصدد اتخاذ تدابير تضمن تسوية الرواتب المتأخرة، ودفعها بالكامل خلال الأيام القليلة القادمة.
ويعاني العمال الوافدون في قطر من ظروف معيشية وصحية صعبة؛ حيث يسكنون في مخيمات قذرة بعيدة في الصحراء، وهو ما أدى إلى انتشار فيروس كورونا بينهم بسبب نقص النظافة، وتكدسهم بطريقة غير آدمية في أماكن سكنهم.
أين الجزيرة وحقوق الإنسان؟
وعلق نشطاء على الفيديو المتداول، مطالبين بتدخل حاسم من المنظمات الحقوقية، فيما انتقد آخرون صمت شبكة الجزيرة عما يحدث، فكتب سعيد العلاوي: “عمال قطر بلا طعام ولا رواتب بعد الضغوط المالية، والبعد عن أهاليهم وفي مطلع هذا الشهر سجلت حالات انتحار كثيرة.. نداء لحقوق الإنسان التدخل العاجل لحماية العمال الأجانب بقطر، وإرسال لجنة تقصي الحقائق إلى قطر”.
وكتب كذلك عبدالعزيز الهويمل موجهاً كلامه إلى منظمة هيومان رايتس ووتش: “عمال قطر بلا أجور لأشهر وتحت التهديد لا يجدون رعاية طبية ولا مواد غدائية قد لا يكون هذا متعمداً ولكن قطر تمر بمشاكل اقتصادية بسبب المقاطعة وهدر أموالها على تركيا لإنقاذ ليرة أردوغان”.
بينما وجه خلف بن عقيل انتقاداً إلى شبكة الجزيرة، لتجاهلها المظاهرات، بقوله: “أين أنتم من مظاهرات العمال المساكين بالدوحة الذين يعانون من سوء المعاملة، وعدم أخذ رواتبهم من أشهر، أليس هم أولى من أردوغان أليس سمعة قطر أولى من سمعة أردوغان، قطر ذاهبة إلى الخراب والدمار والتآكل المجتمعي وقريب جداً”.
وتعاني قطر من أسعار الغاز المتدنية، وتعتزم تقليص إنفاقها نحو 30% هذا العام في مواجهة الانخفاض الحاد في الأسعار وهبوط مستوى الطلب، بسبب وباء فيروس كورونا.