على غير العادة تجاهل إعلاميو قطر بالإجماع، وعلى رأسهم مذيعو قناة الجزيرة، تغريدة وزير خارجية قطر السابق حمد بن جاسم، التي قال فيها: “كما ذكرتُ سابقًا، فإني لن أرد على أي مهاترات، وأريد أن أؤكد أنني مستمر في هذه السياسة؛ فلست من الذين يجيّشون الغير للدفاع عنهم، أو للهجوم، أو لتلفيق الأكاذيب للغير من أموال شعوبهم. وإذا أراد أحد أن يشتكي عليّ فلا داعي أن يشتكي لدى الغير؛ فمرجعيتي معروفة”، التي ألمح فيها إلى أن مرجعيته معروفة، في إشارة إلى الشيخ حمد بن خليفة أمير البلاد السابق، وليس تميم بن حمد الأمير الحالي.
ولم يبادر إعلامي واحد بإعادة التغريدة في حسابه الشخصي، وهو ما كان يحدث سابقًا مع كل تغريدة يغرد بها الوزير السابق.
ويعزز هذا إقدام حمد بن جاسم على إزالة صورة تميم التي كانت في أعلى حسابه في “تويتر”؛ ما يؤكد الخلافات بين الطرفين.
وتحدَّث ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي عن مبررات إعلاميي قطر، أمثال فيصل القاسم وجمال ريان وبنت عريس وابن هلال، وغيرهم، في تجاهل إعادة نشر تغريدة جاسم، فضلاً عن تجاهلهم نشر أخبار الانقلاب الذي قاده الرجل على تميم، وتساءلوا: هل هذا التجاهل يأتي ضمن المبادئ الإعلامية التي يتشدق بها الإعلاميون صباح مساء، أم ضمن النفاق والتعامل بمكيالين: مكيال يرى عيوب الغير بوضوح، ومكيال يتغاضى عن عيوب كل ما هو قطري؟
تعزيز الخلافات
ولسنوات طويلة كان حمد بن جاسم يحظى باهتمام جميع الإعلاميين القطريين، خاصة قناة الجزيرة، بدءًا بنشرات الأخبار، مرورًا بالبرامج الحوارية والتحليلات السياسية، التي كانت ترى في الرجل هامة عالية من هامات القيادات السياسية في البلاد، وكانت تغريداته تنال تعليقات الإعلاميين واهتمامهم، بيد أن التغريدة الأخيرة للرجل، التي ألمح فيها إلى أن مرجعيته معروفة، في إشارة إلى أمير قطر السابق حمد بن خليفة، وليس ابنه تميم (الأمير الحالي)، لن يتطرق إليها أحد، سواء بإعادة النشر، أو التعليق، أو التأكيد؛ وهو ما يؤكد شائعات الانقلاب، ويثبت عمق الخلافات بين الأسرة الحاكمة في الدوحة. وعزَّز جاسم بن حمد هذه الخلافات عندما أزال صورة تميم من حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”.
الداخل القطري
وبعكس الداخل القطري، كانت تفاصيل الانقلاب مثار اهتمام صحف دول العالم، وقنواتها الفضائية. وذكرت صحيفة “ميليتاري ريفيو” الروسية أمس أن نظام تميم فرض التكتم على المحاولة الانقلابية من داخل البلاد، وتوعد مَن يخالف تلك التعليمات بمحاكمة جنائية.
وذكر موقع 112.International، وهو موقع إخباري أوكراني، وجزء من شبكة تضم قناة فضائية إخبارية، ووكالة أنباء، أنه مهما كان شأن ما حدث في الدوحة فإن هناك شيئًا واضحًا بجلاء، هو أن تميم بن حمد ليس مقبولاً لدى الجميع في الشرق الأوسط.
وأشار نقلاً عن مجموعة آي سي إس ريسيرش، المعنية بالأمن والنزاعات، إلى أن حمد بن جاسم هو مدبر الانقلاب على تميم.
وبات في حكم المؤكد أن العاصمة القطرية الدوحة شهدت خلال الساعات الـ 72 الماضية محاولة انقلاب، استهدفت الإطاحة بتميم بن حمد آل ثاني.
وزاد الاهتمام إقليميًّا ودوليًّا بما حدث في قطر، وخصوصا في ظل تكتم الدوحة الشديد، وصمت إعلامها إزاء ما يجري في الدوحة.. غير أن مواقع التواصل الاجتماعي تداولت تغريدتين، إحداهما من المتهم بتدبير الانقلاب (حمد بن جاسم)، والأخرى من (جوعان بن حمد آل ثاني) شقيق أمير قطر.