قالت صحيفة «ميركور» الألمانية إن أنقرة تتلقى دعمًا ماليًا سخيًا من قطر لدعم ميليشياتها الإرهابية وفصائلها المسلحة في سوريا وليبيا ونيجيريا، ضمن تحركات الدوحة المشبوهة لدعم سياسات الرئيس التركي، رجب أردوغان، وأن الإمارة تسهم بجزء من حصيلة احتياطيات النفط والغاز في الإنفاق على الحروب التي تخوضها أنقرة مباشرة أو عبر وكلاء «ميليشيات إرهابية مثل تنظيم داعش» في عدد غير قليل من مناطق الشرق الأوسط وإفريقيا.
ودخلت الدوحة وأنقرة في تحالف عسكري اقتصادي خلال السنوات الثلاث الماضية؛ حيث تتواجد قوات تركية لحماية العرش القطري، فيما تدفع الإمارة الخليجية المليارات لتأمين تحالفها الاستراتيجي مع أردوغان، ووفق مراقبين تعمل تركيا على توسيع نفوذها العسكري، فيما تساندها الدوحة بقوة ودعم مالي من الخزينة الحكومية، فيما يعتبر أردوغان سوريا وليبيا ملعبين مهمين، فضلًا عن تحركات أخرى في الشرق الأوسط وإفريقيا حسب الصحيفة الألمانية.
وفي إطار الأنشطة القتالية المشبوهة تحتل تركيا ثلاث مناطق مهمة في شمال سوريا، وتسيطر على منطقة رابعة عسكريًا، وبمساعدة الميليشيات المتطرفة والفصائل المسلحة التي تم تشكيلها كقوة مرتزقة من جانب تركيا، وساعدت حكومة أردوغان في تحديد مسار القتال في سوريا، ويتم الترسيخ للاحتلال التركي في الأراضي المحتلة بتدريس اللغة التركية في المدارس، كما يتم استخدام الليرة التركية كوسيلة للمعاملات المالية.
وفيما يتعلق بالاتحاد الأوروبي، يستخدم أردوغان 3.6 ملايين لاجئ سوري في تركيا كوسيلة للضغط ولفرض مصالحه. وقد استعرض الرئيس التركي عضلاته في بداية العام وجلب عشرات الآلاف من السوريين إلى الحدود اليونانية. وهكذا أثار أردوغان أزمة لاجئين جديدة، والمثير، ووفق تقارير أمنية أوروبية، وخاصة في كل من ألمانيا والنمسا، فإن الدوحة تضخ أموالًا بالمليارات لجمعيات دينية تابعة لتركيا والإخوان في القارة العجوز، بغرض المساعدة في تجنيد المئات من اللاجئين في تلك الدول لصالح جماعة الإخوان التي تحظى بدورها بدعم مطلق من جانب الدوحة وأنقرة.
وفي ليبيا، تدعم تركيا ميليشيات فايز السراج، وقد أرسلت حكومة أردوغان النظام التركي مركبات وأسلحة وأنظمة دفاع جوي إلى طرابلس على نطاق واسع، وساعد طاقم من المستشارين العسكريين والقوات الخاصة رئيس الوزراء الليبي لممارسة مهام منصبه.
وتعتبر ليبيا مطمعًا كبيرًا لتركيا؛ حيث تمتلك أكبر احتياطيات نفطية في إفريقيا وهي أيضًا بلد رئيسي للمهاجرين من جميع أنحاء العالم في طريقهم إلى البر الرئيسي لأوروبا، ومن أجل توسيع مناطق نفوذه، وعبر الدعم المادي، كشفت الصحيفة الألمانية أن أردوغان يدير أيضًا حملات استراتيجية في دول أخرى؛ حيث ينتشر الجيش التركي ضد القوات الكردية في شمال العراق، وفي إفريقيا، اتخذت تركيا مواقع في الصومال والسودان، ويقال أن هناك شحنات أسلحة تركية وصلت إلى نيجيريا، وتحديدًا إلى ميليشيات «بوكو حرام»، الإرهابية، وهي ممثل داعش الرسمي في القارة السمراء.