صاحب إعلان شركة «فايزر» الأمريكية عن أن لقاحها الذي تطوره لعلاج فيروس «كوفيد19» فعَّال بنسبة 90%؛ حالة من التفاؤل بأن ينهي انتشار الفيروس الذي قتل أكثر من مليون ونصف المليون شخص حتى الآن، لكن هناك عددًا من الأسئلة لم تجب عنها الشركة تتعلق بمدى فاعلية هذا اللقاح.
ورغم وجود أسباب كافية تدعو إلى التفاؤل، نقلت صحيفة «ذا جارديان» الأمريكية، في تقرير (ترجمته عاجل)، عن خبراء أن بيانات التجارب التي أجرتها «فايزر» و«بيونتك» ليست نهائية، وهناك كثير من النقاط لا تزال غامضة.
وإليك 6 نقاط لا تزال غامضة وتنتظر إجابة:
أولًا– مدى أمان اللقاح:
قالت «فايزر» و«بيونتك» إنه لا مخاوف سلامة جدية ظهرت حتى الآن خلال التجارب، مؤكدتين استمرار جمع بيانات السلامة.
لكن بول هانتر أستاذ الطب بجامعة إيست أنجليا، أشار إلى ضرورة وجود آثار جانبية للقاح، وهو ما لم تتحدث عنه الشركة المصنعة، مثل الحمى أو آلام الذراع، وهي أعراض شائعة.
وأضاف أنه «بالتأكيد سيظهر أشخاص يعانون من حساسية ضد أحد مكونات اللقاح الجديد، وستظهر أعراض جانبية لا نعرفها، لا سيما أن اللقاح يعتمد على استخدام تكنولوجيا جديدة، هي الحمض النووي الريبي، وهي تكنولوجيا لم تحصل بعد على موافقة نهائية لاستخدامها على البشر».
ثانيًا– فاعلية اللقاح في منع الأعراض الخطيرة:
تقول «فايزر» إن دراستها مصممة لتتبع ما إذا ساهم اللقاح في الحماية ضد ظهور الأعراض الخطيرة من «كوفيد19»، لكن لم يتم نشر أي بيانات في هذا الشأن.
وقال دكتور هانتر: «ما يمكن قوله هو أن اللقاح أوقف العدوى المصحوبة بأعراض، لكن هناك عدم يقين بشأن العدوى غير المصحوبة بأعراض.. لكن نأمل تعلُّم ذلك».
ثالثًا– منع انتقال العدوى:
قالت الصحيفة إن من غير الواضح بعد ما إذا كان اللقاح يوفر حماية ضد عدوى «كوفيد19» أم يمنع تطور الأعراض بعد الإصابة.
وقال هانتر: «إذا عمل اللقاح على وقف العدوى، عندها بإمكانه وقف انتقال العدوى من شخص إلى آخر. وإذا لم تصب بالعدوى لأنك محصن فهذا يعني أنه لن تستطيع إصابتي بالعدوى، لكن إذا أصبت بعدوى بدون أعراض، فهناك خطر من نقل العدوى إلى شخص آخر وإن كان بنسبة بسيطة».
رابعًا– فاعلية اللقاح مع كبار السن والأطفال:
شملت دراسة «فايزر» فئات عمرية بين 12–85 عامًا، لكن بيانات الفئات العمرية لم تُنشر بعد، ومن ثم لن نعرف بالتحديد مدى فاعليته مع كل فئة.
غالبية اللقاحات لا تملك تأثيرًا متساويًا مع كل الأشخاص، وقد لا تؤثر بقدر كبير لدى كبار السن مثلما يحدث مع صغار السن.
وقال هانتر: «لن نفاجأ إذا لم يطور كبار السن رد فعل مناعيًّا فعالًا مقارنةً بصغار السن، لكن نحن بحاجة إلى أن نرى ذلك في بيانات التجارب».
خامسًا– لماذا لم يؤثر اللقاح في نسبة الـ10% الأخرى؟
يقول دكتور ستيفن جريفين من جامعة ليدز، إن من الصعب تحديد الأسباب التي لم تجعل اللقاح فعالًا لدى 10% من الذين تلقوه في التجارب دون أن نتعرف عليهم.
وقال: «اللقاح سيكون له تأثير مختلف عند مختلف الأشخاص؛ لهذا نحصل دائمًا على معدلات متباينة من رد الفعل؛ فتباين رد الفعل بين الأفراد له أسباب متعددة».
سادسًا– مدى حماية اللقاح:
أوضح تقرير الصحيفة أن نسبة الفاعلية البالغة 90% جرى تحديدها بعد 7 أيام فقط من تلقي المشاركين الجرعة الثانية من اللقاح، لكن هذه النتائج على الأرجح ستتغير مع جمع البيانات على فترات أطول.
وبوجه عام، للتأكد من المدة التي تستغرقها الحماية، هناك حاجة إلى دراسات متابعة للكشف عن مستويات الاستجابات المناعية، للأجسام المضادة والخلايا التائية، إضافة إلى مخاطر التعرض المتكرر للعدوى.