ولطالما دعم أردوغان “الدواعش” وغيرهم؛ لاختراق عدد من البلدان العربية، ومنها العراق وسوريا واليمن وليبيا.
وقد حاول أردوغان، تعويض تراجع شعبية حزبه، بالتحالف مع الحزب “القومي المتطرف” في عام 2018، ليصبح الداعم الأكبر للجماعات المتطرفة في الشرق الأوسط على اختلافها.
وبينما يخطط أردوغان للإعلان عن إصلاحات وتحسين العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، فإنه يواجه ورطة حقيقية بسبب تحالفه مع بهجلي. فلم يعد أردوغان يتحمل المشاكلات التي يثيرها بهلجي له حاليًا، خاصة أنه أطلق العنان للأخير وحزبه خلال السنتين الماضيتين، ليهاجم كل خصومه دون سقف، بل وبدعم وتشجيع وحماية من أردوغان شخصيًا. الأمر الذي وضع الرئيس التركي تحت رحمة القوميين المتطرفين في بلاده.
وإذا كان أردوغان، يعد الآن بإصلاحات، فإن بهجلي يمكنه إجباره على ابتلاع وعوده مرة أخرى.
وحسب وصف الإذاعة الألمانية، فإن “بهجلي وحزبه الصغير أخذوا أقوى رجل في تركيا كرهينة.. لقد أصبح أردوغان حاليًا كمن يحمل الطبلة؛ لكن بهجلي هو من يضبط الإيقاع”.
دولت بهجلي ليس معروفًا جيدًا خارج تركيا، على الرغم من عمله في السياسة لفترة أطول بكثير من أردوغان.
فالرجل البالغ من العمر 73 عامًا، لا يغادر تركيا إلى الخارج؛ باستثناء الجزء التركي من قبرص، كما أنه لا يهتم بالأضواء. وهذا يجعل من الصعب أحيانًا على الدول الأجنبية أن ترى بوضوح توازن القوى الحقيقي في تركيا ، كما يقول عالم السياسة خليل كارافيلي، مؤلف كتاب “لماذا تركيا سلطوية؟”.
وقال كارافيلي: الكثيرون يرون أن أردوغان هو الذي يحدد كل شيء في تركيا، وأنه سلطان قوي؛ لكن هذا خطأ.. ولطالما اعتمد أردوغان على قوى أخرى ليحكم.null
وعلى مدى عقد من الزمان، اعتمد الرئيس التركي على أنصار فتح الله جولن، وقد دعموه في السلطة لمدة عشر سنوات منذ توليه منصب رئيس الوزراء في عام 2003 حتى الخلاف بينهما في عام 2013. و منذ ذلك الحين ، وجد بهجلي والقوميين الفاشيين أتباعه أنفسهم في الفراغ. كما يقول أيكان إردمير، النائب السابق الذي يعمل الآن في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية في واشنطن.
وقال إردمير: “أدت فضيحة الفساد التي تورط فيها أردوغان ودائرته المقربة من الأقارب والوزراء في ديسمبر 2013 إلى قطع تحالفه الذي دام عشر سنوات مع الداعية فتح الله جولن وأنصاره”.
وعندما خسر حزب “العدالة والتنمية” أغلبيته البرلمانية في يونيو 2015 ، تسبب ذلك في اندماج أردوغان مع بهجلي وحزب “الحركة القومية”، ما ساعده في الحصول على الأغلبية في الانتخابات الجديدة في نوفمبر 2015. ومنذ ذلك الحين، يعتمد أردوغان على بهجلي لتأمين أغلبية برلمانية .
لقد نجح ذلك حتى الآن. وبدعمه، تمكن أردوغان من الفوز في الاستفتاء على تعديل النظام الرئاسي؛ اعتبارًا من عام 2017 وإعادة انتخابه رئيسًا في عام 2018.
يدفع أردوغان مقابل الصفقة مع حزب “الحركة القومية” الكثير من التنازلات المتعلقة بالقوميين، الذين يمكنهم الآن أن يكون لهم رأي في سياساته، ومن خلال مناصب في جهاز الدولة.
وكما يقول إردمير: “حزب الحركة القومية يهيمن تقليديًا على الأجهزة الأمنية في تركيا، وبسبب موجات التطهير الأخيرة في البيروقراطية والمحسوبية السياسية في شغل هذه المناصب، تمكّن الحزب الآن أيضًا من توسيع موقعه في السياسة التركية .
منذ محاولة الانقلاب في صيف 2016، تم شغل المناصب في جهاز الدولة بشكل جماعي من القوميين، وذلك بعدما تم فصل حوالي 150 ألف موظف حكومي في ذلك الوقت؛ يُعتقد أنهم من أنصار فتح الله جولن المتهم بمحاولة الانقلاب.