عقب ساعات من الاختفاء والغموض، أفادت وسائل إعلامية لبنانية، صباح اليوم (الخميس)، بالعثور على جثّة الناشط اللبناني لقمان سليم، مقتولا برصاصتين في الرأس داخل سيارته في جنوب لبنان.
من جهته حذر “تيار المستقبل”، بزعامة رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، من مخاطر العودة لمسلسل الاغتيالات واستهداف الناشطين في لبنان.
رسالة من شقيقته
وكانت شقيقة سليم، رشا الأمير أعلنت فجر (الخميس)، عبر صفحتها في “تويتر”، فقدان الاتصال بشقيقها قائلة: “لقمان غادر نيحا الجنوب منذ 6 ساعات عائدًا إلى بيروت وهو لم يعد بعد، ولا أثر له في المستشفيات”، ودعت من يستدل عليه إلى التواصل معها.
وعُثر على هاتف سليم في حقل ببلدة صريفا، ما دفع عائلته والمقربين منه إلى ترجيح احتمالية اختطافه هناك.
معارض لحزب الله
وعُرف عن سليم معارضته لحزب الله اللبناني، فكان يرى أن حزب الله يقدم مصلحة إيران على مصلحة لبنان، كما تعرض كثيرا لمحاولات تشويه واتهامات بالعمالة والتخوين من أنصار حزب الله، وتعرض وعائلته لتهديدات كان آخرها في 13 ديسمبر الماضي، حيث وُجدت شعارات تهديدية على سور بيت عائلته، أصدر بعدها سليم بيانًا حمل فيه الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وحركة أمل برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري، مسؤولية تعرضه لأي اعتداء.
سيرته الذاتية
ويعد لقمان ناشرًا وناشطًا اجتماعيًا وسياسيًا مستقلاً، كان يعمل في الضواحي الجنوبية لبيروت، وولد في حارة حريك بالقرب من بيروت 1962، ثم انتقل إلى فرنسا 1982 لدراسة الفلسفة في جامعة السوربون، وعاد مرة أخرى إلى بيروت بعد 6 سنوات.
أسس لقمان سليم عام 1990 دار النشر الجديدة، وهي تهتم بنشر الأدب العربي، وتضمنت كتبًا من نوعية المنشورات التي يحظرها الأمن العام اللبناني، ونُشرت له العديد من المقالات والترجمات في صحف وكتب عربية وإنجليزية وفرنسية.
السينما والتوثيق
انتقل لقمان سليم إلى عالم السينما عام 2001، عندما أسس شركة إنتاج لبنانية مستقلة باسم “Umam Productions” ، شاركت في إنتاج أفلام عدة منها: فيلم “Massaker”، والفائز بجائزة “Fipresci” في مهرجان برلين السينمائي الدولي في عام 2005، وكذلك فيلم الطريق إلى كربلاء عام 2004.
وفي عام 2004 شارك سليم في تأسيس شركة “أمم للتوثيق والأبحاث”، وهي منظمة غير حكومية مقرها بيروت، تقوم بأرشفة وعرض المواد المتعلقة بالحروب الأهلية اللبنانية، كذلك تنظم عروض الأفلام والمعارض الفنية والمناقشات المتعلقة بالعنف المدني وذاكرة الحرب.
