في الـ26 من رمضان 1438هـ اختار خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد، ليقود حملة التحديث والتطوير في المملكة على كافة المستويات.
اقتصاد مزدهر
عرّاب الرؤية الذي لطالما حلم بمستقبل أفضل لهذه البلاد لا يعتمد فقط على النفط، بل يتعداه إلى مصادر متجددة، مثل السياحة والترفيه والاستثمار وغيرها؛ يواصل العمل على تنفيذ خطط رؤية 2030 التي أطلقها قبل 6 سنوات.
ومن أبرز ثمار هذه الخطط ارتفاع الإيرادات غير النفطية إلى مستويات قياسية في عام 2021 مسجلة 372 مليار ريال، وارتفاع أصول صندوق الاستثمارات العامة إلى 480 مليار دولار، وحل مشكلة الإسكان، إذ ارتفعت نسبة تملك السعوديين للمساكن إلى أكثر من 60%، وخفض نسبة البطالة من 14% إلى 11%، وتضاعف الاستثمارات الأجنبية لأكثر من 3 مرات، وانتعاش سوق الأسهم السعودي الذي أصبح يتجاوز معدل 11 ألف نقطة، ورقمنة الإجراءات والمعاملات الحكومية، الأمر الذي عزّز البنية التحتية للمستثمرين وسهّل إنجاز الخدمات للمواطنين والمقيمين.
مشاريع ومبادرات عملاقة
كما أطلق العديد من المشروعات الكبيرة التي خطط لها ورسمها، وشملت العديد من المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياحية، ومن أبرزها مشروع “نيوم”، ومدينة “ذا لاين”، و”أوكساچون”، و”القدية”، و”مشروع البحر الأحمر”، و”بوابة الدرعية”.
ويضاف إلى ذلك، المشروعات الاستراتيجية الأخرى في مجالات الطاقة المتجددة، والطب الجيني، وصناعة هياكل الطائرات، إلى جانب المشروعات السكنية، وفي مقدمتها “مخطط وسط جدة”، فضلاً عن إطلاقه مبادرة “السعودية الخضراء” و”مبادرة الشرق الأوسط الأخضر”.
مجتمع حيوي
تُعد الحيوية السمة المميزة للأمير الشاب المتقد بالحماس؛ لذا أراد أن يطبع المجتمع السعودي بالحيوية ويفعمه بالعمل والنشاط؛ ليتواءم مع تطلعات شبابه الذين يشكلون 70% من السكان، فراح يفسح الطريق لتغيرات اجتماعية وثقافية هائلة، مع استمساك بالثوابت والتأكيد على أن “القرآن دستورنا للأبد”.
فشهدت السنوات الخمس الماضية السماح للمرأة بقيادة السيارة، واستحداث نظام للذوق العام، ونظام لمكافحة التحرش، وافتتاح دور السينما، وأُقيمت الفعاليات والعروض الترفيهية في مختلف مناطق المملكة، خاصةً موسم الرياض (بنسختيه 2019 و2021) وموسم جدة وموسم الشرقية، ونظمت المملكة حفلات لأبرز المطربين والموسيقيين العرب والعالميين، كما نظمت وزارة الرياضة العديد من الأحداث الرياضية البارزة، مثل عروض المصارعة الحرة والفورميلا 1 ورالي داكار وكأس السوبر الإسباني وكأس السوبر الإيطالي.
كل هذه العروض والفعاليات أكسبت المجتمع حيويةً ونشاطًا وأعطت للاقتصاد زخمًا كبيرًا وساهمت في خلق عشرات الآلاف من فرص العمل لشباب وشابات الوطن وجذبت رؤوس الأموال الأجنبية، وكذلك استغنى قطاع عريض من المواطنين عن السفر بعدما وفرت لهم مبادرات رؤية 2030 متطلبات السياحة والترفيه في بلدهم.
وعد بمستقبل زاهر
إنها منظومة متكاملة من العمل يقودها أمير شاب ويعاونه مسؤولون أغلبهم في سن الشباب، تعمل ليل نهار على تهيئة البيئة الملائمة لمكانة المملكة وتطلعات شبابها، الذين يمثل لهم ولي العهد الأمل بمستقبل مشرق متجدد، وهو ما أكد عليه الأمير الذي يضع ثقته في الشباب السعودي، عندما قال إن “المواطن السعودي أعظم شيء تملكه السعودية للنجاح، ومن دون المواطن لا نستطيع أن نحقق أي شيء من الذي حققناه إذا لم يكن مقتنعاً بما نعمله وإذا لم يكن جاهزاً لتحمل المصاعب والتحديات وإذا لم يكن مستعداً لأن يكون جزءاً من هذا العمل”.
وفي نظرة متطلعة للمستقبل ممتلئة بالتحدي يَعد ولي العهد بتحقيق منجزات 2030 -التي بالفعل تشير البيانات والتقديرات الحكومية لتحقق الكثير منها- والنظرة إلى 2040 حيث طموحه المنافسة بالمملكة وشبابها عالميًا.
مكانة دولية وإقليمية رفيعة للمملكة
عمل الأمير محمد منذ اختياره ولياً للعهد على تعزيز دور المملكة الإقليمي والدولي، حيث جاب بلدان العالم، من الصين شرقًا إلى الولايات المتحدة غربًا، مرورًا بروسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، والتقى أهم زعماء العالم، من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ودفع بالعلاقات السعودية – الأمريكية قفزات هائلة، خاصةً بعدما اختار ترامب المملكة لتكون أولى وجهاته الخارجية، وشهدت هذه الزيارة التاريخية توقيع العديد من الاتفاقيات وتوسيع الشراكة بين البلدين سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا.
وساهمت علاقات ولي العهد الوطيدة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في توصل البلدين لصيغة “أوبك +” التي نجحت في الحفاظ على استقرار أسواق الطاقة العالمية خلال السنوات الماضية رغم تداعيات أزمة كورونا والحرب الروسية – الأوكرانية.
وعلى المستوى العربي والإسلامي، عززت قيادة ولي العهد دور المملكة كزعيمة للعالمين العربي والإسلامي، حيث ساهمت زياراته السنة الماضية لدول الخليج في تمتين مواقفها إزاء القضايا الإقليمية خاصةً ملف إيران النووي، وتعضدت خلال السنوات الخمس الماضية علاقات المملكة مع القوى العربية والإسلامية الوازنة مثل مصر والأردن وباكستان.