منح الاتحاد الدولي لكرة القدم، إسبانيا حق استضافة نهائيات كأس العالم عام 1982 بنسختها الـ12، وذلك بعد انسحاب ألمانيا من تنظيم البطولة والتي استضافتها عام 1974، وشهدت هذه النسخة العديد من الأحداث المثيرة والممتعة، وصنفها الكثير على إنها أفضل كأس عالم أقيم عبر التاريخ.
وتقرر أن يكون عدد المنتخبات المشاركة في نهائيات هذه البطولة 24 منتخبا بدلا من 16 في البطولات الماضية، وتم توزيع المنتخبات المشاركة على 6 مجموعات، يتأهل منها الأول والثاني من كل مجموعة، ثم توزيعها مرة أخرى على 4 مجموعات يتأهل بطل المجموعة إلى ربع النهائي.
وشهدت البطولة مشاركة المنتخب الكويتي للمرة الأولى ليكون أول منتخب عربي آسيوي يشارك في المونديال، بينما ظهرت الجزائر للمرة الأولى في تاريخها، والذي كان له حكاية كبيرة في هذه البطولة.
مونديال إسبانيا شهد تسجيل أسرع هاتريك في تاريخ كأس العالم عندما سجل مهاجم منتخب المجر لازلوكيس 3 أهداف في 8 دقائق ضد منتخب السلفادور، في مباراة انتهت بنتيجة (10-1).
ومن أكبر مفاجآت هذه البطولة هو فوز الجزائر على ألمانيا (2-1)، سجلهما رابح مادجر والأخضر بلومي، وكانت الجزائر قريبة من التأهل للدور الثاني عندما فازت أيضًا على تشيلي (3-2).
وفي لقاء آخر من نفس المجموعة بين منتخب ألمانيا الغربية ونظيره النمساوي، سجل الألمان هدف التقدم، وظل الفريقان يتناقلان الكرة بينهما بشكل متواطئ، من أجل الحفاظ على النتيجة ليتأهلا معاً إلى الدور الثاني على حساب الجزائر، في مباراة عرفت بـ”فضيحة خيخون”، وهي المدينة التي شهدت فيها هذه المباراة.
وفي مباراة الكويت وفرنسا، سجلت فرنسا هدفًا بعدما توقف لاعبو المنتخب الكويتي عن اللعب بسبب صوت صافرة ظنوا أنها من حكم المباراة، لكنها كانت من المدرجات، وحينها نزل الشيخ فهد الأحمد الصباح رئيس البعثة، إلى أرض الملعب واحتج على الهدف، وطلب من اللاعبين الخروج من الملعب، ليضطر الحكم السوفييتي ميروسلاف شتوبار إلغاء الهدف واستكمال اللعب، لكن “فيفا” عاقب الحكم ومنعه من التحكيم مرة ثانية في كاس العالم، وغرم فهد الأحمد بثمانية آلاف جنيه استرليني.
وشارك الأسطورة دييغو مارادونا لأول مرة في كأس العالم في هذه النسخة وعمره 22 عاما، وسجل هدفين ضد المجر، لكنه تم طرده ضد البرازيل بعد دخوله العنيف على جواو باتيستا.
وفي هذه النسخة قدم المنتخب البرازيلي أعظم فريق برازيلي في التاريخ بالمتعة والأداء الفني، لكن إيطاليا التي تأهلت بشق الأنفس للدور الثاني، هزمتها (3-2) بهاتريك باولو روسي في المباراة الأخيرة من المجموعة، وتأهلت إلى نصف النهائي، رغم أن التعادل كان يكفي البرازيل للتأهل.
وفي مباراة فرنسا وألمانيا كانت أول مواجهة تنتهي بركلات الترجيح في تاريخ كأس العالم، بعد ما انتهى الوقت الأصلي في نصف النهائي (3-3)، وتأهلت ألمانيا للمباراة النهائية. وفازت إيطاليا بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، وتوجت باللقب للمرة الثالثة في تاريخها، وتوج باولو روسي بجائزة أفضل هداف وجائزة أفضل لاعب. وأصبح حارس إيطاليا دينو زوف، أكبر لاعب يفوز بكأس العالم، بعمر 40 عاما و133 يوما.