حرص المنتدى السعودي للإعلام على مواكبة التحولات في القطاع الإعلامي، ومد جسور التواصل بين العاملين في القطاع، بالإضافة إلى دعم المنظومة الإعلامية بالوسائل التقنية الحديثة، في ظل ما يشهده قطاع الإعلام من تحولات كبيرة مدفوعة بالتقدم التكنولوجي، لا سيما على صعيد الذكاء الاصطناعي.
مشاريع وبرامج لاستشراف المستقبل
خلال “المنتدى السعودي للإعلام” بنسخته الثالثة، أطلق وزير الإعلام سلمان بن يوسف الدوسري، ورئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي، المركز الذي يعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط “مركز التميز للذكاء الاصطناعي في الإعلام”، و”معسكر مستقبل الذكاء الاصطناعي التوليدي في الإعلام”؛ الذي يهتم بتحقيق الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في الإعلام.
وسيعمل “مركز التميز للذكاء الاصطناعي في الإعلام” على متابعة انعكاسات تقنيات البيانات الذكاء الاصطناعي على الإعلام، وتفعيل استخداماتها بشكل يخدم رسالة المملكة الإعلامية، وبناء مؤشرات تكفل استخدام البيانات والذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة في الإعلام، كما سيسهم في تطوير قطاع إعلامي رائد يتبنى تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويستهدف “معسكر الذكاء الاصطناعي التوليدي في الإعلام” رؤساء التحرير، ومديري التحرير، والممارسين الإعلاميين المتخصصين في صناعة المحتوى بمختلف أنواعه، حيث سيعمل على تزويدهم بالمعارف اللازمة للذكاء الاصطناعي، وتطوير قدراتهم المهنية الإعلامية، كما سيسهم في توليد مواد إعلامية مستقبلية تعتمد على أحدث التقنيات في الذكاء الاصطناعي.
وتؤكد هذه الخطوة على مكانة السعودية كدولة رائدة في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي تحقيقًا لمستهدفات رؤية المملكة 2030، كما تعزز استفادة الكفاءات الوطنية في الإعلام في مجال الذكاء الاصطناعي الأمر الذي سينعكس على خلق بيئة تنافسية في سوق القطاع الإعلامي، كما ستساهم في الممارسة المواكبة للعصر في المجال الإعلامي.
توظيف الذكاء الاصطناعي في الإعلام
حرص المنتدى على التركيز على الذكاء الاصطناعي بهدف ثراء التجربة الإعلامية بالأساليب التقنية والتي باتت جزءًا لا يتجزأ من الأساليب الإعلامية، فخلال جلسة “شكل الإعلام القادم”، أكد فرانك كين مستشار التواصل أن مستقبل الإعلام يتّجه إلى التحول الرقمي الكامل بمساعدة أدوات الذكاء الاصطناعي، مضيفًا أنّه من الممكن التفاؤل بمستقبل الشرق الأوسط في المجالات الإعلامية.
وفي ذات الجلسة أوضحت رئيسة الإعلام والعلاقات العامة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة “غوغل” جويس باز، أنّ المستقبل الإعلامي القريب يشير إلى ارتفاع جودة المحتوى بمساعدة الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى التفاعل الأكبر مع تجربة الجمهور، إذ أن المستقبل يشير إلى الاعتماد على المستهلك وطريقة تلقيه، مضيفةً أنّ الذكاء الاصطناعي سيعطي الشكوك بمصداقية المحتوى، مما يعطي دوراً أكبر للإعلام في تحقيق مصداقية المعلومة، وإيضاح جميع الحقائق، إضافةً إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين الكوادر ورفع الطموحات في المجالات الإعلامية كافة
كما أكد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام المصري كرم جبر خلال جلسة “الإعلام العربي في مواجهة التحولات.. رؤى وزارية لمعالم مستقبلية” أن ثورة الذكاء الاصطناعي تمضي بسرعة كبيرة، لافتًا إلى أن الإعلام أول المتأثرين بهذه الثورة.
وفي ذات السياق أوضح وليد آل إبراهيم مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة MBC خلال جلسة ”الإعلام بين الماضي والحاضر“ أن تقنيات قطاع الإعلام لن تتوقف فقط عند تغيير نوعية الوظائف بقدر ما ستكون أدوات ابتكارية وداعمة للموهوبين.
أهمية المصداقية مع التطور التقني
لعل أبرز التحديات التي اتفق عليها من غالبية المشاركين هو أهمية المصداقية المعلوماتية مع مواكبة التغيرات والتطور التقني الذي تشهده وسائل الإعلام، كما اتفقوا على ضرورة إيجاد تشريعات تنظم التعامل مع محتوى الذكاء الاصطناعي.
وأكّد وزير الإعلام الأسبق بدولة الكويت سامي النصف أنّ العالم الافتراضي بات مركزًا محوريًا في حياتنا اليومية، حيث إنّ وجود التقنية الحديثة والذكاء الاصطناعي لهما إيجابيات وسلبيات، في الوقت الذي تعد سمة المصداقية في الإعلام ركيزة أساسية، ومطلباً في تشكيل الإعلام في المستقبل في سبيل خدمة المجتمعات.
وأوضح أنّ التوسع في عالم التواصل الاجتماعي من الممكن أن يخلق تحديات وعقبات في تشكيل المجتمعات الأقل نهوضاً وتطوراً، فالإعلام البديل بناءً على الدراسات الحديثة، يقدم 6 من 7 أخبار كاذبة، الأمر الذي يشكل تحديًا يتسبب في إحداث توتر في المجتمعات، وعليه فإن أدوات الذكاء الاصطناعي قادرة على الكذب والتزييف.
قوانين تنظيمية
وفي جانب التشريعات المنظمة لعمل الذكاء الاصطناعي، أكد خوان بابلو نابولي الخبير في الذكاء الاصطناعي أنه يجب أن يكون هناك قوانين تنظيمية لحماية الحقوق الشخصية، حيث من الممكن أن نصل إلى مستويات خطرة مع تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وطالبت د.خلود المانع المختصة في الذكاء الاصطناعي بتأسيس منظمة سعودية مهمتها سن الأنظمة والتشريعات الخاصة بمحتوى الذكاء الاصطناعي في محاكاة للدول الكبرى التي فعلت هذا الأمر على أرض الواقع”.