هذه المرة، أصبحت إسطنبول ميداناً جديداً لمهاجمة السعودية، وقيادتها الشابة بتوجيه حادثة اختفاء صحفي سعودي نحو إدانة مسبقة للرياض، وفق سيناريو محبوك بأجندة يراد منها تصفية الحسابات السياسية معها، والضغط عليها لتغيير مواقفها.
فبحجّة تغطية أخبار اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول؛ تصدّرت المشهد الإعلامي 3 قنوات إعلامية رئيسية أسهمت بشكل مكثف في تضخيم الروايات المزعومة والسيناريوهات الغريبة حول ضلوع الحكومة السعودية في الحادثة.
واتخذت قناة “الجزيرة” أو كما يسميها السعوديون قناة “الفتنة” خطاً إعلامياً مشبوهاً لتستمر في بثّ سمومها ضد المملكة، ويتبارى مذيعوها ومذيعاتها “مرتزقة الإعلام القطري” الذين فقدوا بوصلة المهنية منذ زمن بعيد في لعب دور رجال الأمن، والمحققين، والمدّعين العامّين وحبك الأخبار الكاذبة، والتصريحات المفبركة عن دور السعودية في اختفاء “خاشقجي”، وينسجون بخيالات مريضة قصص التنكيل، والتعذيب، وتقطيع جثته بالمناشير، وغيرها مما تصوره لهم عقولهم المريضة، وحقدهم الدفين على السعودية وقيادتها وشعبها.
وإن كانت أساليب “الجزيرة” غير مستغربة في “شيطنة” السعودية ونشر التحليلات المغلوطة، وبث الكراهية، ثم التذرع بحقها في حرية التعبير، مما يدل على “إفلاسها المهني”، حيث قالوا عنه في البداية إنه اختطف ثم بعد ساعات روّجوا أنه عُذّب، وقُتل، وقُطّع؛ إلا أن خروج الرئيس التركي ليقول بأن توقعاته إيجابية، وأنه يأمل بنهاية سعيدة للقضية لم يناسب هوى مرتزقة الإعلام القطري.
وفي ذات السياق الإعلامي، لعبت وكالة “رويترز” دوراً رئيساً في ترويج الأخبار، والشائعات، والسيناريوهات العجيبة، وقدّمت معلومات لا يُعرف مصدرها، ولم تصل إليها الجهات الأمنية في تركيا، وأسندتها لمصادر وهمية لتتهم المسؤولين السعوديين بضلوعهم في اختفاء جمال خاشقجي، على الرغم من السماح لمراسلها بدخول القنصلية، والتأكد بنفسه، إلا أنها قالت مساء اليوم: “إن التقييم الأولي للشرطة التركية يشير إلى أن الإعلامي السعودي البارز جمال خاشقجي قُتل في القنصلية السعودية بإسطنبول”! إضافة إلى نشرها روايات ملفقة مثل رواية الطائرتين الخاصتين المزعومتين اللتين قيل إنهما نقلتا الفريق الأمني السعودي، وورطت الكثير من وسائل الإعلام العالمية التي نقلت عنها، ثم حذفتها لاحقاً.
ولم تتوانَ وكالة “الأناضول” التركية الرسمية عن تسريب فيديوهات ملفقة للقنصلية السعودية، وصور المشتبه بهم، والشوارع العامة، والمطارات، وضعت عليها دوائر حمراء؛ الهدف منها تصديق الادعاءات وتحويلها إلى حقيقة، وبثتها للإعلام الخارجي، بما يوجه الرأي العام العالمي نحو إدانة السعودية وفق تدخلات وإملاءات سياسية وأمنية معينة من أطراف أخرى هدفها الضغط على السعودية والسعوديين لصالح مواقف سياسية معينة. وقد تم تفنيد معظم أخبار “الأناضول”؛ لعدم صحتها من المسؤولين الأتراك الرسميين.
لقد تبيّن في أزمة اختفاء الزميل الصحفي جمال خاشقجي أن “الجزيرة” و”رويترز” و”الأناضول” ومن دار في فلكها من وسائل الإعلام المختلفة دخلت في معركة سياسية، وإعلامية ضد السعودية قيادةً وشعباً، واستغلت حادثة اختفاء مواطن سعودي لمهاجمة الرياض، وانتقاد قادتها، ومحاولة قلب الرأي العام الدولي؛ لتشويه خطواتها الجريئة في الإصلاحات الداخلية، وإعاقة الواقع الجديد المشرق للمنطقة، الذي تحاول السعودية إعادة صياغته وفق مفاهيم سياسية، واجتماعية، واقتصادية، ودينية معتدلة ومتسامحة.
إن الحملات الإعلامية المسعورة الموجهة ضد السعودية، وقيادتها في حادثة اختفاء جمال خاشقجي ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة؛ فالحوادث، والقضايا لتشويه صورة السعودية والإساءة لها سيتم تبنّيها في قنوات ووكالات “الفتن” وإثارة الأزمات والمشاكل؛ للنيل من مواقفها الثابتة تجاه القضايا العربية والإقليمية والدولية.