مع تصاعد وتيرة العمليات العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية، تسعى الدول الغربية إلى الوقوف بجانب كييف وتمويلها بالعتاد في مواجهة الغزو الروسي، فيما أقدمت دول أوروبية كفنلندا والسويد على خطوة من شأنها تغيير ملامح الحرب في المنطقة، حيث تقدمتا مؤخراً بطلب الانضمام إلى حلف الناتو، وفيما يلي نتعرّف على الحلف وسبب تأسيسه وقوته العسكرية.
تأسيس الحلف
تعود فكرة إنشاء حلف الناتو إلى عام 1947، عندما أبرمت المملكة المتحدة وفرنسا معاهدة دونكيرك لتأسيس تحالف مشترك ضد أي هجوم محتمل من ألمانيا في أعقاب الحرب العالمية الثانية، حيث تم إطلاقه بعد عامين لردع أي تهديد توسعي من قبل الاتحاد السوفييتي في القارة الأوروبية عقب انتهاء الحرب.
وتنُص المادة 5 من ميثاق التأسيس المتعلقة بالدفاع الجماعي، على أن أي هجوم مسلح ضد أي عضو أو أكثر في الحلف، سواء في أوروبا أو أمريكا الشمالية، يعد هجوماً ضد جميع أعضاء الحلف، حيث يحق لجميع الأعضاء ممارسة حق الدفاع عن النفس بشكل أحادي أو جماعي.
الدول الأعضاء
ويتكوّن حلف الناتو من 30 دولة منها 3 دول نووية وهي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، و27 دولة موزعة داخل القارة الأوروبية، وهي دول: “ألبانيا، وبلجيكا، وبلغاريا، وكندا، وكرواتيا، والتشيك، والدنمارك، وإستونيا، وألمانيا، واليونان، والمجر، وأيسلندا، وإيطاليا، ولاتفيا، وليتوانيا، ولوكسمبورغ، والجبل الأسود، وهولندا، ومقدونيا الشمالية، والنرويج، وبولندا، والبرتغال، ورومانيا، وسلوفاكيا، وسلوفينيا، وإسبانيا، وتركيا”.
الموقف السوفييتي من الحلف
قام الاتحاد السوفييتي بتشكيل “حلف وارسو” عام 1955م، كرد فعل مضاد لحلف الناتو، ويُعد وارسو تحالفاً عسكرياً دولياً مع سبع دول شيوعية من أوروبا الشرقية، إلا أن انهيار الاتحاد عام 1991م حال دون استمرار التحالف، الأمر الذي أدّى إلى انضمام أعضائه إلى الناتو.
وكانت مجموعة فيسغراد وهي دول هنغاريا والتشيك وبولندا أول المنضمين من تحالف وارسو إلى الناتو عام 1999م، تلتها مجموعة فينوس عام 2004م وهي دول: “بلغاريا، وإستونيا، ولاتفيا، وليتوانيا، ورومانيا، وسلوفاكيا،وسلوفينيا”.
علاقة غزو أوكرانيا بالناتو
يعود رد الفعل العدواني من روسيا تجاه أوكرانيا لعام 2008م، حيث شرعت كييف بخطة العمل المتعلقة بعضوية الناتو، فقد أصبح الانضمام للحلف أولوية للحكومة بعد إقامة الانتخابات البرلمانية عام 2014، تزامناً مع استحواذ موسكو على شبه جزيرة القرم.
وبالرغم من عدم انضمام أوكرانيا إلى دول الناتو، فإن الدول الأعضاء أمدتها بالأسلحة والوقود، ومنها دول: “بولندا، والتشيك، وهولندا، وألمانيا”، بخلاف قرار الاتحاد الأوروبي بإنفاق نحو 450 مليون يورو لتمويل توريد الأسلحة إلى كييف.
دافع السويد وفنلندا في الانضمام للناتو
وأبدت دولتا السويد وفنلندا مؤخراً رغبتهما في التقدم بطلب للحصول على عضوية حلف الناتو، إثر مخاوف من مصير الغزو الروسي على غرار أوكرانيا، الأمر الذي سينهي 75 عاماً من عدم الانحياز العسكري للبلدين وقد يجر المنطقة إلى حرب جديدة.
وبانضمام الدولتين إلى الحلف، سيكون للناتو موطئ قدم جديد على الحدود الروسية، حيث تبلغ مساحة الحدود المشتركة بين روسيا وفنلندا 1300 كلم، الأمر الذي يضاعف الحدود الروسية المشتركة مع الناتو من حوالي 708 كلم إلى أكثر من 1931 كلم.
مقارنة عسكرية بين الناتو وروسيا
تفيد آخر إحصائية لموقع “غلوبال فاير باور” المتخصص لعام 2022، بأن الجيش الروسي يحتل مرتبة متقدمة بين أقوى جيوش العالم بعد جيوش الدول السبع الكبرى للناتو وهي: “الولايات المتحدة، وفرنسا، والمملكة المتحدة، وإيطاليا، وتركيا، وألمانيا، وإسبانيا”.
ويبلغ تعداد القوة البشرية المتاحة للدول الـ7 نحو 337 مليون نسمة في مقابل 69 مليون نسمة لدى روسيا الاتحادية، كما تمتلك الجيوش السبع أكثر من 18 ألف طائرة حربية مقابل أكثر من 4.1 ألف طائرة لدى الجيش الروسي، كما تمتلك ما يقرب من 1.3 ألف قطعة بحرية في مقابل 605 قطع بحرية لدى الأسطول الروسي.